كيف باتت أوضاع المهجرين في مناطق الشمال السوري المحرر؟

راديو الكل – تقرير

شهور مضت على تهجير المدنيين من مدن سورية عدة الى الشمال السوري، بعضهم انسجم مع وضعه الجديد، وبعضهم الآخر لم يتحمّل ظروف التهجير، فقرّر التوجه الى بلدان اللجوء، بينما ما زال هناك مهجّرون في الشمال يعيشون حالة ضياع متخبطين بين البقاء والاستقرار، وبين الخروج من سوريا أو العودة إلى مناطق النظام.

من بقي في الشمال المحرر من مهجّرين سعى الى الاندماج مع واقعه الجديد، فافتتح مشاريع صغيرةً كمطعم أو محلّ صغير لتأمين مصدر دخله، فباتت الأسواق التجارية هناك أشبه بمزيج من مختلف التقاليد السورية.

تهجير السوريين إلى الشمال أسهم في انتعاش اقتصاد المنطقة من خلال ارتفاع معدّلات البيع والشراء والمبادلات التجارية، وافتتاح بعض المهجّرين ورشات صغيرةً أو محلات وتشغيل أيد عاملة فيها.

في المقابل أدت زيادة أعداد المهجّرين في الشمال السوري، إلى بروز بعض السلبيات، فأصبح للحرفة الواحدة عشرات التجّار وأصحاب المهن، وباتت المنطقة تعيش تنافسات اقتصاديةً أضرّت بمصالح السكان الأصليين في الشمال، من خلال افتتاح المهجّرين لمشاريع مشابهة.

التهجير القسري إلى إدلب وحلب أسهم أيضاً في ارتفاع أسعار إيجار العقارات، بسبب الطلب الكثيف على المنازل والمحلات، إذ يتراوح إيجار المنزل بين 45 و 70 ألف ليرة سورية، والمحلّ التجاري بين 30 و 50 ألفاً وربما يصل إلى مئة ألف بحسب موقعه.

ومع تكوين نسيج اجتماعي جديد، بدأ المهجّرون بالانسجام مع واقعهم الجديد ونقلوا معهم تراثهم الأصيل ومأكولاتهم الشعبية، لتجد الشاميّ يأكل الشعيبيات الإدلبية، والحلبي يأكل النابلسية الشامية والحلاوة الحمصية.

ولم يتوقف الاندماج المجتمعي عند المحلات التجارية، بل شمل أيضاً حالات زواج بين أبناء المحافظات السورية، وكانت العراضة الحمصية والشامية تصدح بأصواتها في أكثر من حفل زفاف، بين مهجّرين وأبناء المنطقة.

وفي ظل عدم استقرار الوضع الأمني والاقتصادي في الشمال المحرر، يبرز التساؤل الأهم: هل تكون إدلب محطة المهجّرين الأخيرة، أم أن هناك وجهةً أخرى يرغبون بالاستقرار فيها.

وبالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:

خليل الأحمد المهجر من الغوطة الشرقية إلى الشمال المحرر:

يعرب الدالي أحد المهجرين من مدينة الرستن شمالي حمص:

علي حلاق رئيس هيئة المهجرين والنازحين في الحكومة السورية المؤقتة:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى