النازحون ضحايا حرب النظام ضد السوريين

راديو الكل – تقرير

يعاني النازحون السوريين الذين يعيشون في المخيمات المنتشرة في شمالي غربي وشمالي شرقي سوريا، بالإضافة إلى مخيم الرقبان قرب الحدود السورية الأردنية، من انعدام أدنى مقوّمات الحياة للعيش بأمن وسلام، وذلك بعدما شردتهم الحرب التي يشنّها النظام وحلفاؤه.

ففي مخيمات الشمال السوري.. ثماني سنوات وقاطنو المخيمات يعيشون أوضاعاً معيشيةً صعبة، في ظل غياب شبه تامّ للمنظمات الإغاثية والإنسانية، إذ شهد هطلات مطريةً غزيرةً سبّبت فيضانات وسيولاً جارفةً أدت إلى تدمير عدد كبير من مخيماتهم، وتشريد آلاف العائلات في ريفي حلب وإدلب قرب الحدود السورية – التركية.

وتحولت المخيمات بعد الهطلات المطرية الغزيرة إلى برك طينية. كما سبّبت السيول قطع الطرق الترابية التي تصل بعض المخيمات بمحيطها في ريف حلب الشمالي، وشمالي إدلب. عشرات المخيمات العشوائية المقامة في بساتين الزيتون والمناطق المنخفضة تضررت بشكل أكبر.

 الحاجة إلى الوقود والعوازل والمدافئ ومشكلات تصريف المياه، تصدّرت أولوية الاحتياجات في جميع المخيمات، تلتها الحاجة إلى تبديل الخيام والبطانيات.

أما قاطنو مخيم الرقبان -الذي سمّاه البعض مخيم الموت والحصار- فحالهم حال باقي المخيمات، ولاسيما مع تزايد عدد الوفيات بين الأطفال بسبب البرد وانعدام الرعاية الصحية ونقص المساعدات الإغاثية، في وقت يسعى فيه الأردن وروسيا إلى تفكيك المخيم الذي يؤوي نحو 60 ألف شخص، والمتاخم للحدود السورية الأردنية والقريب من منطقة التنف التي توجد فيها قاعدة أمريكية.

النظام وروسيا حاصرا المخيم ومنعا إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ولم يكتفيا بذلك، بل ادّعيا فتح ممرات إنسانية، وهذا ما نفاه النازحون والإدارة المدنية في المخيم.

منظمات أممية حذّرت من استمرار ازدياد حالات وفيات الأطفال في المخيم، بمعدّل ينذر بالخطر، وقالت: إن الموت يغيّب طفلاً واحداً في المخيم كلّ خمسة أيام منذ بداية العام الحالي.

وفي مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، حيث ازداد عدد النازحين القاطنين في مخيم الهول الواقع بريف الحسكة الجنوبي بسبب المعارك التي تدور بين قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- وبين تنظيم داعش، حيث تجاوز المخيم طاقته الاستيعابية بكثير إذ يبلغ عدد المقيمين فيه حالياً 62 ألف فرد. بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ويعاني النازحون وخاصةً الأطفال الخارجين من آخر مناطق سيطرة تنظيم داعش في شرقي دير الزور من سوء التغذية، ويعيشون أوضاعاً إنسانيةً صعبة، إذ ينامون في الشوارع من دون أغطية وبطانيات.

وفي أثناء فرارهم مع عائلاتهم توفي مئة شخص وهم في طريقهم إلى المخيم أو بعد وقت قصير من وصولهم منذ كانون الأول الماضي.

وافتتح مخيم “الهول” منتصف نيسان 2016، لاستقبال النازحين الفارّين من مناطق خاضعة لتنظيم داعش واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.

وتتواصل مناشدات النازحين السوريين في المخيمات للجمعيات والهيئات الإغاثية لمساعدتهم في تقديم الدعم لهم، في ظل عدم وقوف الجمعيات والمنظمات بذريعة توقف وقلة الدعم الدولي المقدّم لهم.

وبالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:

شكري شهاب الناطق الرسمي باسم الهيئة السياسية في مخيم الرقبان:

الكاتب والمحلل السياسي صبحي الدسوقي:

محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا:

الصحفي في شبكة فرات بوست صهيب الجابر:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى