ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

هناك حقائق تمنع حدوث هجوم على إدلب من بينها متانة التحالف التركي الروسي كما يقول سلام السعدي في العرب اللندنية. وفي الحياة اللندنية كتب وليد شقير مقالاً تحت عنوان “إيران وسوريا والتقاطع الروسي – الأمريكي”. ونشرت صحيفة هآرتس مقالاً تحت عنوان “ليس لإسرائيل سوى الخيار الروسي”.

وفي العرب اللندنية كتب سلام السعدي تحت عنوان “هجوم عسكري على إدلب.. ليس بعد”.. تبرز حقائق تمنع حدوث هجوم على إدلب، إذ سمحت حالة التهدئة و ”تجميد الصراع” التي سادت خلال الأشهر الماضية بفتح ملفات المفاوضات السياسية وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار من جديد، وهي ملفات شديدة الأهمية للجانب الروسي حيث تشير إلى مرحلة ما بعد الحرب وإلى بداية التطبيع الإقليمي والدولي مع النظام، ولا ترغب روسيا في تبديد هذا المناخ “الإيجابي” بعملية عسكرية تسبّب كارثةً إنسانية.

وفضلاً عن ذلك يعقّد الوجود الأمريكيّ في الشمال، والقرار الأخير بعدم الانسحاب، المشهد ويجعل من التحالف الروسي – التركي تحالفاً استراتيجياً.

بهذا المعنى يفضل كلا الجانبين استمرار التعاون بما يخص إدلب وعدم تحويل الملفّ إلى نقطة خلافية تشوش على صراعهما ضد عدوّهما الأول: التحالف الأمريكي – الكردي في الشمال السوري.

في الحياة اللندنية كتب وليد شقير تحت عنوان “إيران وسوريا والتقاطع الروسي – الأمريكي”.. القلق الروسي من سياسة طهران في سوريا يشكل نقطة التقاء مع الأمريكي، يتجاوز تقاطع المصالح مع الولايات المتحدة في حفظ أمن إسرائيل. وزوار موسكو باتوا مقتنعين أنه يستحيل على قيادتها قبول وضع اليد الإيرانية على سوريا لأسباب استراتيجية.

ليس عن عبث أن تتشدد موسكو راهناً في التعاطي مع وضع إدلب وأن يكون هاجسها التخلص من هيمنة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) على جزء واسع منها. لكنها باتت على قناعة بأن معالجة وضع إدلب بالتنسيق مع تركيا على الصعيدين العسكري والأمني، يجب أن يوازيها ولوج الحلّ السياسي الذي يتطلب مساومةً مع واشنطن والاتحاد الأوروبي على أساس القرار الدولي 2254 الذي يفرض انتقالاً سياسياً وعدم الاكتفاء بالتلهي في الخلاف على تشكيل اللجنة الدستورية. وهو ما تعاكسه طهران بقوة، فتجمع روسيا مع أمريكا وأوروبا والعرب ضدها.

من جانبها نشرت صحيفة هآرتس تحت عنوان “ليس لإسرائيل سوى الخيار الروسي!”.. من الواضح أن الأسد غير معنيّ بأن يكون خاضعاً لسيطرة إيران أو روسيا، لكنه اضطر إلى إرضائهم لعدم وجود خيار آخر، من خلال محاولته أن يبقي لنفسه مجالاً للمناورة. روسيا، العنصر القوي في سوريا الآن، حظيت بعقود مدة خمسين سنةً لمطارات وموانئ في سوريا. من ناحية روسيا، التي تركز كلّ جهودها لتجديد مكانتها بوصفها دولةً عظمى وعلى التنافس مع الولايات المتحدة، فإن الحرب الأهلية في سوريا مكّنتها من تجديد نفوذها الإقليمي وتكون الدولة العظمى الرائدة في المنطقة.

من ناحية إيران، السيطرة في سوريا هي المفتاح لخلق «هلال شيعي» يمتدّ من أراضيها ومروراً بالعراق وسوريا ولبنان وانتهاءً بالبحر المتوسط، وبذلك تأسيس وجود عسكريّ دائم على الحدود مع إسرائيل.

قدرتها على تحقيق هذه الأهداف تم تقييدها حتى الآن من قبل القوة الأمريكية المقلصة المتمركزة في شرقي سوريا، والهجمات الإسرائيلية التي أحبطت حتى الآن جهودها. تمركز إيران في سوريا سيشكل تغييراً خطيراً في ميزان القوة الذي لا تستطيع إسرائيل تحمّله، وحتى ليس بثمن المواجهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى