ازدياد ظاهرة انتشار المخدرات.. ومصادر تتحدث عن زراعته في البلاد

راديو الكل – تقرير

خلّفت سنوات الحرب الثماني أزمةً اقتصاديةً ومعيشيةً في البلاد هي الأشدّ في تداعياتها على الأهالي، انعكست على الحالة الاجتماعية أزمات تعددت محاورها إلا أن الأبرز كان ازدياد نسبة انتشار المخدرات طالت طلاب المدارس والجامعات.

وتنتشر المخدرات بشكل واسع بسبب الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي بسبب الحرب التي يشنّها النظام على الشعب السوري منذ أكثر من ستّ سنوات بحيث ازدادت معها البطالة والجريمة وعمليات الخطف خاصةً تلك التي يقوم بها شبيحة النظام.

وكشفت رئيسة دائرة المخدرات بوزارة الصحة التابعة للنظام ماجدة حمصي عن ضبط حالات تعاط للمخدرات في مدارس في ريف دمشق وبعض الجامعات، مشيرةً إلى انتشار كبير للحشيش وإلى أن ظاهرة الإدمان في تزايد مستمر بسبب ظروف الحرب التي سبّبت تهريب مادة الحشيش والترويج لها بين فئة الشباب واليافعين، إضافة إلى انتشار شمّ مادة الشّعلة بين الأطفال .

وقال رئيس غرفة الجنايات بمحكمة النقض التابعة للنظام أحمد البكري: إن هناك ارتفاعاً كبيراً في المتاجرة والترويج والتعاطي لمادة المخدرات، مشيراً إلى أن نسبة الدعاوى المتعلقة بجرائم المخدرات بلغت خمسة عشر في المئة من نسبة الدعاوى المنظورة أمام محكمة النقض.

وتحدثت وسائل إعلام ومواقع تابعة للنظام عن حالات وفيات وقعت بين تلاميذ المدارس بسبب تناول جرعات زائدة من الحبوب المخدرة، إضافة إلى انتشار ظاهرة تعاطي الأدوية المهدّئة مثل الستاكودئين، وحبوب البلتان، والترامدول المسكنة، إذ تباع الموادّ المخدرة والمهدئة في الأكشاك أمام المدارس، وعلى البسطات المنتشرة على الأرصفة، وتعود ملكية غالبيتها لعناصر الفروع الأمنية، ويتم توزيع المخدرات وحبوب الهلوسة بمغلفات شبيهة بمغلفات علب الماجي المعروفة، إذ يطلب المتعاطون علبة ماجي أو علبتين بحسب الطلب وهي كلمة السر.

وتختلف الروايات حول مصدر المخدّرات في سوريا، واعترفت مصادر النظام بانتشار زراعة الموادّ المخدّرة وتصنيعها في المناطق التي يسيطر عليها، وبازدياد انتشار آفة المخدّرات بين السكان ولاسيما بين تلاميذ المدارس.

وأقرّت صحيفة الوطن التابعة للنظام، أنه تمّ من أجل مواجهة المخدرات تشكيل لجنة لتعديل قانون مكافحة المخدّرات، ونقلت عن رئيس هذه اللّجنة أحمد فرواتي قوله: إنّه سيتم خلال التعديل الأخذ بعين الاعتبار مسألة زراعة المخدرات.

وتتّهم ميلشيا حزب الله التي تعتمد في جزء من تمويلها على تجارة المخدّرات بنشره في سوريا، من خلال علاقات متنفّذيه مع رموز في النظام، ولا سيما العلاقة التي تربط بين أحد أشهر الشبيحة ويدعى وسيم الأسد؛ وهو أحد أبناء عمومة رأس النظام بشار الأسد.. مع تاجر المخدّرات اللبناني نوح زعيتر الذي ظهر في شريط فيديو إلى جانب عناصر من حزب الله في موقع لهم في سوريا.

وتجعل اقتصادات الحرب من أسواق المخدّرات والسلاح ذات المردودية والرّبحية العاليتين ساحةً يتم التنازع فيها على اقتسام خطوط التهريب فضلاً عن مناطق النفوذ، ما ينعكس سلباً بشكل رئيس على الشرائح الاجتماعية الأكثر ضعفاً بشكل عام.

وينشر إعلام النظام بين الحين والآخر أنباءً عن إلقاء القبض على مروجين صغار أو متعاطين للمخدرات، إذ كشف أخيراً عن مجموعة من طلاب وطالبات جامعة تشرين في اللاذقية، امتهنوا ترويج المخدرات في الجامعة، بحسب ما تناقلت صفحات موالية.

وتتحدث أنباء غير مؤكّدة، أن زراعة الحشيش تتنشر في أرياف تل أبيض وعين العرب وبعض مناطق إدلب وأرياف دير الزور والحسكة والرقة، في حين أعلن الجيش الوطني (التابع للجيش السوري الحر) شنّ أكثر من حملة استهدفت مروّجي المخدّرات، وشملت كلاً من مدن “الباب وأعزاز وجرابلس” بريفي حلب الشمالي والشرقي.

وتتّهم ميلشيا حزب الله بتمويل نفقاتها الحربية إضافةً إلى الدعم الإيراني من زراعة الحشيش خاصةً في منطقة البقاع ومناطق انتشاره في سوريا.

ولا توجد إحصائيات دقيقة عن نسب التعاطي أو الاتّجار إلا أن تزايد نسبة انتشار ظاهرة التعاطي بين المراهقين وطلاب الجامعات هو أحد نتائج الحرب وما تركته من آثار سلبية نفسية وصحية على أبناء الجيل من كلا الجنسين، بدءاً من لجوئهم إلى مسكنات الألم المركزي إلى درجة الإدمان، أو إلى موادّ الإدمان الأخرى من حشيش –هيرويين- كبتاغون وغيرها من المواد المخدرة.

وبالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:

الاختصاصية الاجتماعية أماني سندة.

طلال مصطفى الباحث في علم الإجتماع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى