8 سنوات على بدء الثورة.. ما مصير المعتقلين السوريين؟

راديو الكل – تقرير

لم تكن هي المرة الأولى التي يعاني فيها الشعب السوري من مأساة الاعتقال، إذ سبقها ما بات يعرف بأحداث الثمانينيات والتي ارتكب فيها نظام الأسد الأب؛ أكبر وأبشع الجرائم بحق من اعتقلهم أو أخفاهم بشكل قسري.

وعلى غرار ما بدأه النظام في تلك الفترة من ممارسات القمع والاعتقال، أعاد تنفيذه خلال مواجهته للتحرك الثوري المندلع في آذار 2011، والذي لم يكن أقلّ وحشيةً عن سابقه.

ما بين 220 ألفاً و 450 ألف معتقل يقبعون في سجون النظام، يضاف إليها قرابة الـ 100 ألف؛ قُتلوا تحت التعذيب، بأبشع الوسائل المستخدمة، بحسب “حركة الضمير الدولية”.

نساء وأطفال، شيوخ وشبان، كلّهم سواسية في نظر جلّادهم، فتهمة الثورة أصبحت من أخطر التهم، فهي كفيلة بأن تفتح الباب إلى أعماق الخيال عما سيلاقيه من يقعون تحت وطأة الاعتقال.

13 ألفاً و 500 امرأة دخلن إلى زنزانات النظام، 7 آلاف منهم ما يزلن قيد الاعتقال، تعرّضن ويتعرّضن للاغتصاب والتعذيب بأبشع الوسائل، بناءً على شهادات ممن خرجن من تلك السجون.

صيدنايا، كلمة ارتبطت بجحيم الخوف، فهو المسلخ البشريّ كما وصفته “منظمة العفو الدولية” في تقريرها الصادر عام 2017، والمعنون بهذا الاسم، مضافاً إليه، شنق جماعيّ وإبادة في سجن صيدنايا.

بحسب تقرير المنظمة، فإنه أسبوعياً، وغالباً مرتين أسبوعياً؛ يتم اقتياد مجموعات الى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت، ويضيف التقرير، أنّ هؤلاء السجناء كان يتم إخضاعهم لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم في منتصف الليل وفي سرية تامة.

على الرغم من تناول المجتمع الدولي لقضية المعتقلين والمختفين قسرياً، فإنّ النتائج ما زالت متواضعةً ومخيّبةً للآمال أيضاً، فحتى هذه اللحظة لم تفرز الضغوطات الدولية أيّ حلول ذات مغزًى ضمن هذا الملف.

فالنظام يسعى جاهداً لحسم الحرب الدائرة في البلاد منذ أعوام لمصلحته، لكنه يحرص في الوقت نفسه على إخفاء ملفّ المعتقلين واستبعاده من المباحثات المرتقبة، سواء في جنيف أو أستانة، لما قد ينجم عن هذا الملفّ من تداعيات قد ترهق حكمه من قبل منظمات حقوقية؛ تحت تهم الضلوع في عمليات تعذيب وحشية للمعتقلين، بحال قدّم الاسد ورجالاته إلى المحاكمة.

على خطى طيّ صفحة المعتقلين بدأ النظام أولى خطواته بإخبار بعض أهالي ضحاياه بمصير أبنائهم في سجونه، من دون أيّ معلومات أخرى حتى عن أماكن دفنهم.

تأتي تلك الخطوة بإيعاز من موسكو المحرّك الأول للنظام، والتي بحسب مراقبين، فإنها تهيّئ لمرحلة دولية جديدة مرسومة بدقة حول الوضع السياسي في البلاد، والذي يتساءل فيه الكثير، حول إمكانية الضغط على النظام القائم في البلاد، إلا أن تلك الحسابات ما زالت مجهولةً بالنسبة لما سيؤول إليه الوضع في سوريا.

وبالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:

المعتقل السابق في سجن صيدنايا عماد أبو راس:

المستشار القانوني والدولي ومدير مكتب المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في عمان عبد العزيز النجيب:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى