“التعليم” في مرمى نيران الحرب.. فكيف يمكن إنقاذه؟

راديو الكل – تقرير

8 سنوات مرّت على عمر الثورة، عمل فيها نظام الأسد على مواجهتها بكل الأشكال، فاستهدف كلّ ما يسهم في نهوض تلك الثورة، وكانت العملية التعليمية لها نصيب من هذا الاستهداف، باعتبار التعليم سلاحاً فعالاً يسبّب مصدر قلق للنظام.

وتعرضت كثير من المدارس لقصف عنيف من النظام وحلفائه، سبّب خروج كثير منها عن الخدمة، فضلاً عن دمار بعضها بشكل جزئي إضافةً إلى مقتل كثير من الطلاب والمعلمين.

ولا تزال بلدة حاس حاضرةً في الأذهان، إذ استهدف النظام في تشرين الأول عام 2016 تجمّع مدارس في البلدة الواقعة بريف إدلب، والذي أسفر عن مقتل 28 شخصاً بين طلاب ومدرسين.

القصف لم يكن العائق الوحيد في وجه العملية التعليمية، فالظروف المعيشية الصعبة أدت إلى تسرب كثير من الطلاب من المدارس، في ظل عدم قدرة بعض الأهل على تحمّل مصاريف المدرسة، فضلاً عن تحول بعض الطلاب إلى العمل عقب فقدان معيلهم.

استهداف الكثير من المدارس أجبر مديريات التربية في المناطق المحررة، على نقل الطلاب إلى مدارس أخرى في ظل عدم قدرتهم على ترميم المدارس المدمرة، ما سبب كثافةً كبيرة للطلاب ضمن صفوف المدارس، وهذا أعاق التركيز الذهني للطالب.

ما زاد الطين بلةً موجات النزوح والتهجير إلى الشمال المحرر، والتي سبّبت أعباءً كثيرةً على مديريات التربية، في ظل عدم قدرة المدارس على استيعاب أعداد أخرى من الطلاب.

موجات النزوح والتهجير أدت إلى تحول بعض المدارس إلى مراكز إيواء، وهذا فاقم المشكلة وأسهم في تراجع أعداد المدارس مقارنةً مع الأعداد المتزايدة للطلاب.

استبدال المدارس بمراكز إيواء أثر سلبياً في طلاب تلك المدارس، الذين تم نقلهم إلى مدارس أخرى، ما يزيد من الصعوبات الملقاة على عاتق الطالب، وخاصةً في ظل عدم قدرته على الانتقال إلى مدرسة أخرى بسبب بعدها عن منزله، بالتزامن مع فقدان الأمن والقصف المستمر الذي تعيشه تلك المناطق، ما دفع بعض الأهالي إلى عدم إرسال أولادهم إلى المدارس.

ولم تقف معوّقات التعليم عند ذلك، فشهدت المدارس مطلع العام الدراسي الحالي أزمةً في الكتب، فلم يحصل كثير من الطلاب على كتب، فضلاً عن نقص في الفريق التعليمي وبعض المستلزمات المدرسية من مقاعد وقرطاسية ووسائل إيضاح، إضافةً إلى معاناة الطلاب من البرد في الشتاء بسبب نقص المحروقات.

رغم كلّ تلك التحديات أصر كثير من الطلاب على تحدي كلّ الظروف ومواصلة نهل العلم، فثمة طلاب نازحون يدرسون في الخيم أو في مدارس شبه مدمّرة، تحمّلوا البرد وبعد المسافات لإكمال تعليمهم ليكون سلاحاً بيدهم في المستقبل.

بالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:

“عدنان سليك” مدير مكتب وزير التربية والتعليم، ومدير التعليم الثانوي في وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة:

وزير التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور عبد العزيز الدغيم:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى