كيف ألقى النظام باللوم على الفيسبوك في تأجيج أزمة الغاز والكهرباء؟

راديو الكل ـ تقرير

لعل أبرز التطورات التي رافقت أزمة الغاز والكهرباء في مناطق سيطرة النظام، هي تلك المتعلقة بحديث النظام عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وتأجيجها الأزمة، وكانت البداية برد عدد من التابعين للنظام على فنانين وجهوا رسائل عبر صفحاتهم لرأس النظام بالتدخل لحل الأزمة، مستنكرين مخاطبة “مقام” الرئاسة بهذه المواضيع، وذلك قبل أن يرد بشار الأسد بدوره ويطلب من الأهالي التأقلم مع حالة الحصار ويحذر من خطورة صفحات الفيسبوك التي “تدار من الخارج”.

وحذرت وزارة الاتصالات في حكومة النظام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من نسخ منشورات ولصقها على مواقعهم أو صفحاتهم، واصفة ذلك بالجرم الذي يعاقب عليه بالسجن والغرامة المالية.

وجاء تحذير وزارة الاتصالات بعيد اتهامات وجهها وسيم الأسد من خلال هجوم عنيف شنّه على منتقدي أزمة الغاز عبر فيديو نشره على صفحته على الفيسبوك واستخدم فيه كلمات نابية وشتائم، واصفاً إياهم بأوصاف مخلة بالآداب.

وقال: “إن هناك حملات إلكترونية ضخمة هدفها إضعاف ثقة الناس بـ ”الدولة“، داعياً إلى تفويت الفرصة على الطابور الخامس الذي يريد استغلال الأزمة العابرة من أجل إحداث فتنة كبيرة”. 

كذلك انبرى رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ والممثل زهير عبد الكريم وعضو مجلس الشعب خالد العبود للتصدي لفنانين طالبوا رأس النظام بإيجاد حلّ للأزمات المعيشية التي يعيشها السكان، ومن بين هؤلاء الفنانين: أيمن زيدان وشكران مرتجى التي تعرضت بعد ذلك لحادث.

وازدادت أزمة الغاز بشكل غير مسبوق في دمشق وانتقلت إلى مطاعم الفلافل والشاورما والوجبات السريعة الأخرى مع “ارتفاع كبير” في سعر الأسطوانة بالسوق السوداء وصعوبة توافرها، في ظل تصريحات متناقضة لمسؤولي النظام.

وبدأت الأزمة قبل نحو ثلاثة أشهر، مع ارتفاع سعر أسطوانة الغاز إلى أضعاف في السوق السوداء، إذ يعد الغاز مصدراً أساسياً ولا سيما للتدفئة خلال موسم الشتاء، مع عدم توافر مادة المازوت وغلاء سعره، في ظل ضائقة مادية يعيشها المواطنون.

وتبلغ التسعيرة الرسمية لأسطوانة الغاز 2800 ليرة، في حين يختلف سعرها في السوق السوداء، إذ يلجأ سماسرة إلى بيعها بأضعاف سعرها وقد تصل إلى 10 آلاف ليرة سورية في بعض الحالات.

وأدت أزمة انقطاع الغاز إلى “انعكاسات نفسية” لدى الأهالي وأصبح تأمين أسطوانة غاز شغلهم الشاغل، وتكتمل المعاناة بالانتظار في الطوابير ساعات طويلة وبلا فائدة ترجى، مع ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، الأمر الذي يزيد تضييق الخناق على المواطن، الذي ما زال يعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية.

وتحدثت مصادر النظام في وقت سابق بأن الأزمة سببها زيادة الطلب والعقوبات الغربية التي تعيق وصول ناقلات محملة بالغاز، ورغم وعود النظام بحل الأزمة قريباً، فإنها ازدادت حدة ولم يلمس الأهالي شيئاً على أرض الواقع.

وكان بشار الأسد ألقى باللوم في عدم تأمين الموادّ الأساسية على حالة الحصار التي فرضها الخارج، داعياً إلى تعاون الجميع في التعايش مع الوضع الراهن، مشيراً إلى أن نظامه يخوض 4 حروب عسكرية واقتصادية والفيسبوك والحصار.

وحملت الأسابيع القليلة الماضية موجةً من احتجاجات وشكاوى عدد من مشاهير وفنانين وفنانات من بينهم أيمن زيدان وشكران مرتجى بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون في مناطق سيطرة النظام، في ظلّ تفشي الفساد وازدياد نسبة الجرائم، وارتفاع أسعار الموادّ الأساسية ولاسيما المحروقات والأغذية التي يستحوذ عليها المتنفّذون وضباط الأمن والجيش بغية الاتّجار بها.

بالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:

الكاتب والصحفي حافظ قرقوط:

الباحث في المنتدى الاقتصادي السوري “ملهم جزماتي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى