إيران تجمع رئيسي أركان النظام والعراق في دمشق لتنسيق المواقف معها للمرحلة المقبلة

راديو الكل ـ تقرير

بدأت في دمشق اجتماعات لرؤساء أركان إيران والعراق والنظام بهدف تنسيق المواقف حول تطورات المرحلة المقبلة، في خطوة استبعدت منها روسيا ذات الحضور الأقوى في سوريا، بعد أن كانت تشارك إلى جانب الأطراف الثلاثة في اجتماعات ما يسمى بمركز تبادل المعلومات الرباعي.

وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية، أن الاجتماع الثلاثيّ لرؤساء أركان إيران والعراق والنظام سيبحث سبل “محاربة الإرهاب وإرساء الاستقرار وتوفير الأمن في المنطقة وتعزيز التعاون الدفاعي والعسكري، في حين قالت مصادر صحفية عراقية: إنّ الأطراف الثلاثة سيبحثون التنسيق فيما بينهم ووضع استراتيجيات أمنية لمرحلة ما بعد داعش.

وقال الأكاديمي والباحث ياسر نجار: إن إيران أرادت من خلال الاجتماع توجيه رسائل متعددة أساسها أن حضورها قويّ في سوريا:

وعشية زيارته إلى دمشق طالب رئيس الأركان الإيراني محمد باقري بانسحاب القوات الأجنبية في شرق الفرات ومحافظة إدلب بأقرب وقت.

ورأى الباحث ياسين نجار، أن إيران تحاول أن تعلن أنّ سوريا هي ولاية ضمّتها إليها، وتصريحاتها تندرج في هذا الإطار:

وسيقوم باقري خلال زيارته بجولة تفقدية على قوات بلاده في منطقة الفرات ومدينة البوكمال ودير الزور شرقي سوريا، والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق.

وقال الباحث نجار: إن إيران تريد انتهاز فرصة إخفاق روسيا في عدة مسائل من بينها فشل الروس في عودة النظام إلى الجامعة العربية، وفشلها في حل سياسي على أساس أستانة وسوتشي بعد تأكيد المبعوث الأممي أن الحلّ هو من خلال جنيف:

ولم تعلن مشاركة روسيا في هذا الاجتماع، في حين كانت تشارك في اجتماعات ما يسمى “مركز تبادل المعلومات الرباعي”، إلى جانب إيران والعراق والنظام، وهو المركز الذي تأسس في أيلول 2015 بعد إعلان الولايات المتحدة تشكيل التحالف الدولي ضد داعش، وحمل بدايةً اسم التحالف الرباعي ضد تنظيم داعش، قبل أن يتحول إلى اسمه الحالي.

وتأتي زيارة باقري إلى دمشق في ضوء تطورات من أبرزها الحديث الروسي المتزايد عن ضرورة خروج جميع القوات المسلحة من سوريا، بما فيها القوات الإيرانية، وتصريحات روسية وإسرائيلية بوجود اتفاق على تشكيل مجموعة عمل دولية لتحقيق هذه الغاية.

وتحدث الدكتور فلاديمير أحمدوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق في موسكو عن بروز ما يمكن تسميته بسوء فهم بين أطراف أستانة “روسيا ـ إيران ـ تركيا”، وقال: إنّ هذا الأمر ربما كان أحد أسباب عدم مشاركة روسيا به، مشيراً إلى أنّ روسيا لا تشارك إيران في رؤيتها حول ما يسمى بمحور الممانعة والتصدي لإسرائيل:

وبالتزامن مع زيارة باقري، أعلن القائد العامّ للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أن بلاده نظّمت مئة ألف عنصر شعبي مسلح في سوريا لقتال “داعش” و”النصرة” والمعارضة، مضيفاً أن العراق “شهد أيضاً تنظيم مئة ألف مسلح من قبل القوات الإيرانية”، وفقاً لما نقلت عنه وكالة “فارس” الإيرانية.

​ ورجّحت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط، أن يتم خلال الاجتماع الثلاثي بحث تفعيل خطوط النقل البري وتأمينها بوصفها أولويةً بعد فرض العقوبات الأميركية على إيران قبل خمسة أشهر.

وقال الباحث أحمدوف: إن روسيا لا ترحب ببناء قاعدة عسكرية في اللاذقية؛ لأن هناك تفاهمات روسيةً إسرائيليةً كي لا تشكل إيران خطراً عليها:

وكان باقري قام بزيارته الأولى إلى سوريا في تشرين الأول 2017 بجولة في مدينة حلب التقى ميلشيات تابعةً لطهران إذ لا تزال تحكم سيطرتها على مناطق مختلفة من مدينة حلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى