ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع

روسيا تضغط لكي يدفع الغرب التكاليف المالية لأنها غير قادرة اقتصادياً على القيام بهذه المهمة، بينما ترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ذلك بشدة كما تقول مجلة “أتلانتيك”. ومن جانبه كتب الباحث في معهد الخليج العربي بواشنطن، حسين إيبش، في موقع شبكة بلومبيرغ مقالاً حول التحولات في الشرق الأوسط. وتحدثت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية عن تداعيات الحرب في سوريا.

وذكرت مجلة “أتلانتيك” أن إعادة الإعمار في سوريا تحتاج إلى 250 مليار دولار؛ أي: أربعة أضعاف الناتج المحلي لسوريا قبل الحرب بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وأنّ روسيا تضغط لكي يدفع الغرب التكاليف المالية لأنها غير قادرة اقتصادياً على القيام بهذه المهمة، بينما ترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشدة أيّ عمليات لإعادة الإعمار قبل حدوث تغيرات سياسية ذات معنى.

ونقلت المجلة عن نيكولاس هيراس الخبير في “مركز الأمن الأمريكي الجديد” قوله: ليس أمام المجتمع الدولي خيارات كثيرة “إما أن يقبل بفوز الأسد في الحرب ويبدأ بإعادة الإعمار.. أو أن يتعايش مع خطر عدم الاستقرار المزمن وثغرات الحكم في مناطق واسعة من الشرق الأوسط”.

كما نقلت عن دبلوماسي غربي، أن “الأسد هو العقبة الرئيسة أمام إعادة تأهيل سوريا وبالنهاية سيجد رجال الأعمال العلويون وداعمو النظام الخارجيون، أنه يتحمل مسؤولية الوضع الحالي ما يعني تفاقم المشكلة”.

وأضاف قائلاً: “أخبروني أنه قبل الحرب، كانت الميزانية تقدّر بـ 60 مليار دولار. في العام الماضي، كانت الميزانية 300 مليون دولار، أي: 20% مما كان ينفق سابقاً. ليس فقط بسبب عدم وجود المال، بل بسبب عدم وجود القدرة الإدارية والسياسية على بناء البلد”.

وقالت المجلة: يبدو (الأسد) في مأزق، لا يستطيع أنصاره دفع تكاليف إعادة الإعمار، ولن يفعل ذلك خصومه الغربيون. أما إيران، الداعم الآخر للنظام، فتعاني هي الأخرى من عقوبات أمريكية مفروضة عليها وليس لديها الكثير لتعطيه.

ويواجه الغرب معضلةً أخرى، إذ لا يريد مكافأة (الأسد) عبر إعادة بناء سوريا وتعزيز قبضته على السلطة، إلا أنه لا يمكنه تجاهل الوضع الإنساني الذي يزداد سوءاً من دون التحرك لضخ أموال كبيرة للمساعدة.

من جانبه كتب الباحث في معهد الخليج العربي بواشنطن، حسين إيبش في موقع شبكة بلومبيرغ.. إن الشرق الأوسط يتغير بسرعة كبيرة، وإن العديد من حلفاء الولايات المتحدة ممن يمكن أن يشكّلوا حلفاً مضاداً لإيران يمكن أن يتحولوا إلى حلف آخر يتشكل بقيادة تركيا، الدولة السّنّية الكبيرة والمهمة.

وبحسب ما كتب إيبش في “بلومبيرغ”، فإنه في أعقاب الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، عام 2017، عزّزت تركيا من دورها كأحد مراكز الثقل في الشرق الأوسط، فلقد اعتمدت قطر على تركيا التي تحتفظ بقاعدة عسكرية في ذلك البلد، كما عزّزت قطر علاقاتها الودية مع إيران، التي تشترك معها في حقل الغاز الطبيعي.

وكثيراً ما يردد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عبارة أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي يمكن لها أن تقود العالم الإسلامي، في رفض صريح لدور السعودية، وأيضاً مطالبة إيران العلنية بقيادة الدول الإسلامية.

ونشرت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية تقريراً قالت فيه: إنه على الرغم من أن بشار الأسد تمكن من البقاء في السلطة، فإنّ ثلث البلاد تحتلّها قوًى أجنبية؛ إذ تتمركز تركيا شمالاً في حين تنشط روسيا وإيران في المناطق التي يسيطر عليها النظام، ولا يبدو أنها تنوي مغادرة البلاد قريباً. أما بالنسبة لأولئك الذين قدموا المساعدة خلال الحرب والذين يقدّمون دعمهم في فترة ما بعد الحرب فهم يأملون في الحصول على مقابل.

وأشارت الصحيفة، إلى أن العديد من الخبراء يعتقدون أن الصراع قد ساعد في إطلاق العنان للرأسمالية المقرّبة: وهي النخبة الاقتصادية التي تشكّلت في خضمّ الحرب والمرتبطة جيداً بالنظام، والتي تأمل في تحقيق المكاسب في أرض تشهد أشدّ المضاربات العقارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى