واشنطن تعدّ وثيقة للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل

راديو الكل ـ تقرير

أكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، أن العمل جار على إعداد وثيقة تتضمن اعتراف الولايات المتحدة رسمياً بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وقد يتم إبرامها خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر، أنه بعد اثنين وخمسين عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي.

وقال مسؤول أمريكي: إن الرئيس ترامب بحث خطوة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان مع وزير خارجيته، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ومستشاره وصهره جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وأكد المسؤول في تصريحات لوكالة “رويترز” أنّ “الجميع أيدوا الفكرة”.

وقال بولتون في تغريدة على تويتر: “إن السماح لنظام الأسد أو لإيران بالسيطرة على الجولان سيعني صرف النظر عن الجرائم الوحشية لـ (بشار الأسد) وعن وجود إيران المزعزع في المنطقة”، مضيفاً أنّ “تعزيز أمن إسرائيل يوطّد قدرتنا على مواجهة التحديات المشتركة معاً”.

ورأى المحلل السياسي سامر خليوي، أن كلام بولتون هو محاولة لتبرير اعتزامهم الاعتراف بإسرائيل بأنهم حريصون على الشعب السوري: 

وأكد مجلس الشيوخ الأمريكي حقّ إسرائيل السياديّ في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها من أي هجمات بما في ذلك أيّ هجمات  من جانب إيران أو أيّ من عملائها، ويؤكد أنّ سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان مهمة وضرورية لأمن إسرائيل القومي، كما يؤكد مجلس الشيوخ أنه من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة ضمان تحمّل نظام الأسد العواقب الدبلوماسية والجيوسياسية لقتله للمدنيين وما قام به من تطهير عرقيّ للسوريين السّنّة.

وأقرّ مجلس النواب الأمريكي بالإجماع “قانون حماية المدنيين” أو ما يعرف بقانون “سيزر” والذي ينصّ على فرض عقوبات على النظام والدول التي تدعمه مثل إيران وروسيا مدة عشر سنوات أخرى.

وقال سامر خليوي: إن هذه القوانين هي من أجل المساومة:

وأعلنت الأمم المتحدة، أنها “ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة” التي تنصّ على أن احتلال الجولان هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي. كما عبّر الأمين العامّ لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عن أسفه لخطوة الرئيس ترامب. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: “إن الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحقّ السوري في أرضه المحتلة”. في حين أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً أعربت فيه عن رفضها بأشد العبارات لأية محاولات للقفز فوق القرارات الدولية التي تؤكد تبعيّة الجولان المحتل لسوريا.

ووصف المحلل السياسيّ السعودي “عبد الحميد الغبين”، الخطوة الأمريكية بأنها “انتصار على الزحف الفارسي، وقال في تغريدة: “نحن في انتظار ردّ فعل قوى الممانعة والمقاومة”.

وقال المحلل سامر خليوي: إن تصريحات الإدانة والشجب والاستنكار ليست كلّ الحقيقة، فهناك أكثر من دولة متفقة مع إسرائيل والولايات المتحدة وتعطي تصريحات معاكسة:

كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تسمح على الإطلاق بشرعنة احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، وقال: “مرتفعات الجولان محتلة من قبل إسرائيل منذ 1967. لم يجبر الاحتلال الإسرائيلي العرب فقط في المنطقة (أي: الجولان) على النزوح من أراضيهم، بل التركمان أيضاً”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “إن تغيير وضع هضبة الجولان سيمثل انتهاكاً مباشراً لقرارات الأمم المتحدة”. بينما أدان نظام الأسد تصريحات ترامب، عبر مصدر في وزارة خارجيته، بحسب وكالة سانا. كما أدانت إيران تصريحات ترامب.

وانتشرت الشرطة الروسية أخيراً في نقاط على طول خطّ برافو الفاصل بين الجولان المحتل والقنيطرة، ورعت عودة القوات الدولية لفك الاشتباك “أندوف”. وأعلنت الأمم المتحدة، إعادة نشر أندوف بشكل تدريجي في المنطقة المنزوعة من السلاح والمخففة من السلاح بموجب ترتيبات فكّ الاشتباك من شمال الجولان إلى جنوبه.

وأدانت هيئة التفاوض تصريحات ترامب، مؤكدةً التزامها الوطني بحق سوريا في استعادة جميع أراضيها المحتلة.

وأوردت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها تحت عنوان “خرائط انسحاب وغرفة نوم حافظ الأسد.. تفاصيل مفاوضات سرية بشأن الجولان”.. أنّ جميع الحكومات الإسرائيلية تقريباً أجرت خلال العقدين الماضيين مفاوضات سريةً مع نظام الأسد في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام يشمل قضية الجولان، لكنّ آخر جولة من هذا الحوار انتهت في آذار 2011 مع اندلاع الأزمة السورية، إذ بدأت إسرائيل تسعى لشرعنة سيطرتها على الجولان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى