واشنطن: الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان لا يشكل خرقاً للقرارات الأممية

راديو الكل ـ تقرير

رأى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة هو اعتراف بالواقع على الأرض وبالوضع الأمني الضروري لحماية إسرائيل، ولا معايير مزدوجة في مقاربة الولايات المتحدة لمسألة الجولان، وضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها. 

وقال وزير الخارجية الأمريكي في لقاء صحفي في السّفارة الأمريكية في بيروت: إن اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على الجولان لا يشكل خرقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أنه مرتبط بحماية دولة إسرائيل.

وأشار المستشار في القانون الدولي الدكتور عبد العزيز النجيب، أن هناك قراراً واضحاً من مجلس الأمن وكذلك من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنّ الجولان أرض سورية:

وأعلن الرئيس الأمريكي الخميس الماضي عبر تويتر، أن “الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل الكاملة على هضبة الجولان” السورية المحتلة من قبل إسرائيل منذ حرب 1967.

ونددت بقرار ترامب كلّ من روسيا وتركيا وإيران ومصر والأردن وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة؛ معتبرةً أنه يناقض مع القرارات الدولية.

وأيدت الولايات المتحدة القرار مئتين واثنين وأربعين الذي أصدره مجلس الأمن الدولي عام 1967 ويدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب حزيران، ويشير إلى “عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب”.

واعتبرت الولايات المتحدة ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا في آذار عام 2014 أمراً غير شرعي ويتناقض مع القانون الدولي، وفرضت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي عدة حزم من العقوبات الاقتصادية على روسيا على خلفية هذه القضية.

وقال الدكتور عبد العزيز النجيب تعليقاً على تصريحات بومبيو:

ورأى محللون وخبراء، أن إعلان ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية بمنزلة ازدراء للقانون الدولي، ما قد يخلق سوابق تبرر نزعات توسعيةً لدى دول أخرى في العالم، ولا سيما أنّ منع التوسع على الأرض عبر الحرب يعدّ أحد أبرز ركائز النظام الدولي، وهذا ما استندت إليه الولايات المتحدة في رفضها لاحتلال صدام حسين للكويت واحتلال بوتين للقرم.

وأشار الدكتور عبد العزيز النجيب، أن الرئيس ترامب يريد أن يوجد فارقاً في السياسة الأمريكية، وتغيرات نوعية في الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة تنظر إلى أبعد من الجولان وعلى إدارة الأزمات:

وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن الإسرائيليين دخلوا في مفاوضات مع النظام في العقود الماضية حول السلام وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب من الجولان مقابل السلام، إلا أنهم منذ اندلاع الأحداث في سوريا باتوا يقولون: إن الحرب الدائرة في سوريا ووجود القوات الإيرانية التي تدعم النظام هناك يظهران الحاجة إلى الاحتفاظ بالجولان.

وقال الدكتور مأمون السيد عيسى: إن النظام ليست مهتماً بالجولان بل ببقائه في الحكم:

وبينما ندّدت هيئة التفاوض المعارضة بقرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.. عزا نجدت أنزور نائب رئيس ما يسمى بمجلس الشعب لدى النظام الاعتراف الأمريكي إلى حالة الوهن الداخلي التي يعانيها رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي تطلّبت نجدته وإنقاذه منها، وقال: إنّ العمل على تحشيد كلّ القوى الشعبية وحلف المقاومة، استعداداً لمواجهة عسكرية محتملة مع العدو الصهيوني، مأخوذ أيضاً بعين الاعتبار.

وقال الكاتب والصحفي بيار عقيقي في العربي الجديد: إن المسار الأمريكيّ ـ الإسرائيلي سيواصل كسره كلّ القواعد الوهمية، فحرب حزيران عام 1967 ليست تفصيلاً، بل هي مرتكز لديمومة الكيان الإسرائيلي. أما نحن فلنتمسّك بقصيدة أو بيتين من الشعر ولا أحد سيفعل شيئاً في مسألة الجولان.

ورأى الدكتور مأمون السيد عيسى، أن خطوة ترامب لم تكن مفاجئةً بل كانت متوقعةً، وتأتي في إطار مخطط مرسوم بعد إضعاف البلاد:

ويضيف أن ترامب استغلّ حالة التراخي العربية وضعفها ليفعل ما جاء ليفعله أساساً، والأسوأ أننا ننتظر انتفاضةً أوروبيةً أو روسيةً أو صينية، لمنع تكريس السيادة الإسرائيلية على الجولان، ولكن ماذا فعل هؤلاء في موضوع فلسطين؟ لا شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى