ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

عواصم ـ راديو الكل

تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان السورية المحتلة، ليست هناك حاجة له، وهو مجرد استفزاز لدول المنطقة وليس له أي معنى كما تقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في افتتاحيتها. ومن جانبها وصفت صحيفة فايننشال تايمز الاعتراف الأمريكي بأنه “سابقة خطيرة” بانتهاك الأعراف الدولية. ومن جانبها نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً تحت عنوان “هل ينقلب الموالون على نظام الأسد؟”.

وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في افتتاحيتها أنّ تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان السورية المحتلة، ليست هناك حاجة له، ومجرد استفزاز لدول المنطقة فقط وهو ليس له علاقة بالسياسة الإسرائيلية أكثر من المصالح الأمريكية، وليس له أيّ معنى.

وأضافت الصحيفة، أن دعم السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان من شأنه أن يمنح الأحزاب اليمينية في إسرائيل فرصةً للدفاع عن ضمّ إسرائيل للضفة الغربية، ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تسحق أيّ أمل متبقّ في إقامة دولة فلسطينية وتعرّض مستقبل إسرائيل كديمقراطية يهودية للخطر.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: “لم يكن هناك ما يشير إلى أنّ السياسة الجديدة لواشنطن مرّت بأي مراجعة رسمية قبل إعلانها من قبل الرئيس، وبدا وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي زار القدس في استعراض لدعم نتنياهو قبل انتخابات التاسع من نيسان، مندهشاً من توقيت تغريدة ترامب، لأنه قبل ذلك بساعات، كان بومبيو أخبر الصحفيين أن سياسة أمريكا بشأن مرتفعات الجولان لم تتغير”.

من جانبها ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن اعتراف ترامب بـ”سيادة” إسرائيل على الجولان “سابقة خطيرة”، وأن ترامب “أظهر من جديد عدم اكتراث بصورة متهورة للأعراف الدولية بإعلان أنّ واشنطن يجب أن تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان”.

وأشارت إلى أن قلةً في العالم العربي ترى في الولايات المتحدة “وسيطاً نزيهاً”، لكنّ واشنطن ظلت لوقت طويل بمنزلة “اللاعب الدبلوماسي المسيطر”.

واختتمت قائلةً أنّ سياسة ترامب “المعيبة” بشأن الشرق الأوسط تركّز، فيما يبدو، على انتقاد إيران، والتودد إلى الحكومة اليمينية في إسرائيل، وجني الدولارات من السعودية والإمارات.

وفي صحيفة معاريف كتب شلومو شامير تحت عنوان “صفقة ترامب مروراً بالجولان… من الرابح الأكبر؟”..  إنّ الولايات المتحدة تفقد مكانة الوسيط في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وتهزّ ما تبقّى لها من نفوذ في الشرق الأوسط. هذه هي الرسالة التي تنشأ عن ردود فعل دبلوماسيين ومصادر رفيعة المستوى في مركز الأمم المتحدة في نيويورك على الخطوة الأمريكية للاعتراف بضم هضبة الجولان لإسرائيل.

وبتقدير محافل دبلوماسية في مركز الأمم المتحدة، فإضافةً إلى الأسد، إيران هي الأخرى ستربح من الاعتراف الأمريكي بضم الجولان. من زاوية نظر إيرانية، يقول الدبلوماسيون، فإن الخطوة الأمريكية، التي تخلّد السيطرة الإسرائيلية في الجولان تبرر وتعزز وتعظم تطلعهم لضمان وجودهم العسكري في سوريا.

ليس لسياسة الرئيس ترامب الخارجية حتى الآن أيّ إنجاز. والمثال البارز هو فشله الذريع في جرّ حاكم كوريا الشمالية كيم يونغ أون إلى وقف إنتاج وتطوير السلاح النووي. عملياً ليس لترامب أيّ سياسة خارجية متبلورة. عندما يفعل شيئاً في هذا المجال، مثل الاعتراف الأمريكي بضم الجولان، فإنه يخرّب ويدمّر فرص السلام في الشرق الأوسط ويخلّد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في السنوات التالية.

وتساءلت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال لها بعنوان : هل ينقلب الموالون على نظام الأسد؟ وقالت إن الجديد هذه المرة وصول حالة النقمة ضد النظام إلى داخل العاصمة دمشق، إذ ازدادت صعوبة الحياة خلال الأشهر الأخيرة أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات الماضية.

وأضافت واشنطن بوست، أنّ حالة الاستياء هذه تعود إلى إدراكهم أنّ الاقتصاد لن يتعافى والأوضاع ستزداد سوءاً، وأشار كاتب موال مقيم في دمشق، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه خوفاً من النظام، إلى أن إعادة الغوطة لسيطرة النظام لم تجلب الراحة لسكان العاصمة، قائلاً: “هذه أسوأ أوضاع عرفناها على الإطلاق.. الناس هنا بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة، ونسبة الفقر تزداد باستمرار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى