النظام يطلب مناقشة ملف الجولان في مجلس الأمن.. وجلسة أمس تتحول إلى إدانة له

راديو الكل ـ تقرير

حوّل أعضاء مجلس الأمن الدولي الجلسة المغلقة المقرّرة مسبقاً للبحث بشأن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “أندوف” في الجولان السوري المحتل إلى جلسة عامة، بعد أن دعا مندوب النظام إلى عقد جلسة طارئة خاصة بمناقشة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل، في حين ركّزت كلمات مندوبي الدول الأعضاء على الأوضاع الإنسانية في سوريا ووجوب التزام النظام بالسماح للمساعدات بالوصول إلى السكان، والانخراط في حل سياسي ينهي معاناة السوريين، بينما اكتفى بعض المندوبين بالإشارة فقط إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالجولان السوري المحتل.

ولم تأت النتائج كما أراد النظام، فكلمات مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وكذلك مسؤولي الأمم المتحدة لم تركّز على قضية اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان كما كان يريد من خلال دعوته إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة هذا الموضوع، لتحويل الأنظار عن الكارثة الإنسانية التي ألحقها بالسوريين بسبب اتّباعه الحلّ العسكري، بل شغلت ممارسات النظام الحيز الأكبر من كلمات المندوبين، بينما سخر المندوب الألماني كريستوف هيوسجن في كلمته من دعوة النظام إلى عقد جلسة لمجلس الأمن، ووصف النظام بالمنافق وقال: إن المخاوف الأمنية لدى إسرائيل “لا تبرّر ضمّ” الجولان، لكنّ طلب النظام أمر يدعو للسخرية، إذ يأتي من “دولة ترفض الاعتراف بانتهاكاتها للقانون الدولي”.

وقال غزوان قرنفل – رئيس تجمع المحامين السوريين- إن النظام حاول الهروب إلى الأمام من خلال قضية الجولان وتجاوز مسألة انتهاكاته وممارساته القمعية بحقّ السوريين:

ومن جانبه، أعرب نائب مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة جوناثان آلين، أنّ النظام لا يزال عاجزاً عن تقديم الخدمات الأساسية للسوريين، وقال: إن النظام يتدخل في جهود الأمم المتحدة لتقديم هذه المساعدات الإنسانية للسوريين.

ورأى الكاتب والصحفي أحمد مظهر سعدو، أن النظام الذي سلّم الجولان يحاول أن يوجد قضايا جديدة:

وأضاف قرنفل، أن النظام فشل في ترويج دعايته بخصوص قضية الجولان ولا سيما أنّ الجميع يدرك بأن هذا النظام غير معنيّ بهذه القضية:

من جانبها، عبّرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، عن القلق البالغ لدى الأمين العام من تدهور الوضع في إدلب خلال الأسابيع الأخيرة، إذ إنّ ذلك يؤدي إلى ضغط هذا التصعيد على مذكّرة التفاهم بين روسيا وتركيا، آملةً في أن تساعد الدوريات المنسّقة بين روسيا وتركيا على تجنب المزيد من التصعيد في شمال غربي البلاد. داعيةً إلى تجنب النزوح الجماعي، وكارثة إنسانية أخرى.

وقال قرنفل: إن بضاعة الممانعة وتحرير الأرض لم يعد لديها سوق، رغم أن قضية الجولان المحتل هو أرض سورية محتلة وقرار ترامب مخالف لقرارات مجلس الأمن الدولي:

ورأى الكاتب أحمد مظهر سعدو، أن ما يطرحه النظام بشأن عزلة الولايات المتحدة بسبب انفرادها بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان هو غير صحيح ولا سيما أنها القطب الأوحد والأقوى:

وأضاف أن ما يطرحه النظام في الأمم المتحدة يدعو للسخرية وهو يعرف أنّ الأوضاع العربية والعالمية ليست في مصلحته:

وأشارت روزماري ديكارلو إلى أنه بعد هزيمة داعش، فإن الكثير من العمل لا يزال مطلوباً لمعالجة تهديد داعش  بشكل كامل. وذكّرت المجتمع الدولي بأن عمليات مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تتجاوز مسؤوليات حماية المدنيين.

وأفادت بأنّ الأمم المتحدة تريد إطلاق أكبر عدد ممكن من الأشخاص المحتجزين وتوضيح مصير المفقودين، مؤكدةً التركيز على مشاركة أصوات طائفة واسعة من السوريين – داخل سوريا وعبر الشتات – في العملية السياسية تساعد المجتمع السوري في تعزيز الملكية السورية للعملية السياسية وفي تشكيل مستقبله، مشيرة إلى أهمية إطلاق اللجنة الدستورية.

وأكدت ديكارلو، ختاماً، أن موقف الأمم المتحدة في شأن الجولان السوري المحتل يستند إلى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بهذا الخصوص وقالت: إنه يتعين أن نتلافى أيّ سوء تفاهم أو أفعال من شأنها تصعيد الأوضاع، مشددةً على أن جهود الأمم المتحدة لتيسير العملية السياسية في سوريا، بما يتوافق مع القرار ألفين ومئتين وأربعة وخمسين ستتواصل لدعم مبادئ سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.

وقال مدير دائرة التنسيق لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، راميش راجاسينغام: إنه بعد ثماني سنوات من الحرب، فإن «نهاية الأزمة الإنسانية في سوريا لا تزال بعيدة المنال»، موضحاً أن «تقويمات الأمم المتحدة تشير إلى أن أحد عشر مليوناً وسبعمئة ألف شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية داخل البلاد في 2019». وكذلك «يعيش أكثر من خمسة ملايين وستّمئة ألف من السوريين لاجئين في كل أنحاء المنطقة».

من جانبه، قال السفير الأميركي جوناثان كوهين: «إن السماح للنظامين الأسد والإيراني بالسيطرة على مرتفعات الجولان سيكون بمنزلة غضّ الطرف عن الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد، وعن وجود إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة».

بدوره، قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، في بيان الأربعاء: «طوال 19 عاماً، استخدمت سوريا الجولان موقعاً متقدماً ضد إسرائيل». وأضاف الدبلوماسي: «اليوم، إنها إيران التي تريد وضع جنودها عند حدود بحيرة الجليل طبريا. إسرائيل لن تقبل أبداً أن يتحقق هذا الأمر، ولقد حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي بأن الجولان سيبقى تحت سيادة إسرائيل إلى الأبد».

وقال مندوب النظام لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري: إن الحرب على سوريا تهدف إلى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها، مطالباً الأمم المتحدة بإلزام قوات واشنطن بالخروج من بلاده.

وأضاف أن حكومات الدول المعادية لسوريا وظّفت “الوضع الإنسانيّ والمعاناة الكبيرة التي تسببت بها ممارساتها العدائية لتشويه صورة الحكومة السورية وجهودها لدعم وتمكين السوريين من تجاوز الأزمة”. بحسب تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى