ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

إعلان ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ليس سوى قطرة أفاضت إناء تفريط واصل آل الأسد ملأه طوال نصف قرن ونيف كما يقول صبحي حديدي في صحيفة القدس العربي. وفي صحفة العرب اللندنية كتب خير الله خير الله مقالاً تحت عنوان “عندما سقط العرب في فخّ حافظ الأسد”. وفي صحيفة الحياة كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “العرب بين قمّتين: تونس 2004 وتونس 2019”. 

وفي القدس العربي كتب صبحي حديدي تحت عنوان “الجولان: قطرة ترامب التي أفاضت إناء التفريط”.. قواعد الأسد الابن لن تتغير جوهرياً عن الأسد الأب بالنسبة لمعايير السلام مع إسرائيل، بين تقارير تحدثت عن لقاءات سرّية جمعت ماهر الأسد وإيتان بن تسور في العاصمة الأردنية عمّان أواسط العام 2003؛ وتقارير أخرى أشارت إلى مباحثات بين رجل النظام إبراهيم سليمان مع ألون يائيل، برعاية سويسرية وصولاً، بالطبع، إلى الرعاية التركية لمحادثات سلام غير مباشرة.

وأضاف أن هذا في مستوى التفاوض والوساطات، وأمّا عسكرياً وعلى الأرض فقد سحب الأسد الابن معظم القوّات التي كان مسموحاً للنظام أن ينشرها بموجب اتفاقية الفصل، ونقلها إلى الداخل لكي توجّه نيرانها إلى تظاهرات الشعب السوري السلمية في حوران وريف دمشق وحمص ودير الزور وحلب، ذلك كان أوج مسلسل متعاقب من جولات تسليم الجولان، بدأ مع أوامر وزير الدفاع، الأسد الأب، بالانسحاب من قطاعات واسعة في الجبهة قبل ساعات، ونهارات في بعض الأمثلة، من وصول جيش الاحتلال إليها. وليس إعلان ترامب، اليوم، سوى قطرة أفاضت إناء تفريط واصل آل الأسد ملأه طوال نصف قرن ونيّف.

في صحيفة العرب كتب خير الله خير الله تحت عنوان “عندما سقط العرب في فخّ حافظ الأسد”.. عشية مرور الذكرى الأربعين لتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في السادس والعشرين من آذار 1979، اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتلّ. ليست تلك المفارقة سوى دليل على أنّ هناك من استغلّ حرب تشرين الأول في العام 1973 من أجل استعادة أرضه، وهناك من استغلّ الحرب لتحقيق انتصارات على شعبه في سوريا وعلى لبنان واللبنانيين وعلى الفلسطينيين.

سوريا تدفع ثمن أخذها إلى الأحضان الإيرانية بعيداً عن مصر. الفارق بين حافظ الأسد وبين أنور السادات، أنّ الرئيس المصريّ الراحل كان مهتمّاً بمصر واستعادة الأراضي المصرية المحتلة في 1967، في حين كان همّ الأسد الأب تكريس الهدوء في الجولان المحتلّ والانصراف إلى تحقيق انتصار على لبنان وعلى الفلسطينيين…

في الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “العرب بين قمّتين: تونس 2004 وتونس 2019”.. مؤتمرات القمة العربية لا تثير اهتمام أيّ عربيّ من المحيط إلى الخليج، وهذا موقف مزمن لم يستجدّ بسبب الارتباك العربي في التفاعل جماعياً مع الانتفاضات الشعبية بدءاً من العام 2011 وقد برز فيها الشباب، ولا بسبب العجز عن حلّ أيّ من الأزمات التي تحوّلت إلى حروب أهلية، فضلاً عن البلبلة التي انتابت المواكبة العربية لتطورات «عملية السلام» بين الفلسطينيين وإسرائيل، ما شكل أكبر الأخطار على «القضية المركزية» التي يواصل الثنائي دونالد ترامب – بنيامين نتانياهو إفراغها من محتواها، إلى أن بلغا الآن حدّ تغيير وضع الجولان السوري من احتلال إسرائيلي كما يقرّ القانون الدولي إلى «سيادة إسرائيلية» وفقاً لترامب وزمرة المتعصّبين المحيطين به.

يبدو الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني وتدفعه سوريا كدولة كأنه ضريبة ضعف العرب وانكشافهم بعد التحوّلات التي دهمتهم داخلياً في إطار ما سمّي بـ «الربيع العربي»، وضريبة الغرق في الانقسامات حيال إيران وتدخّلاتها التي تفوّقت على إسرائيل بالإجرام والتخريب. هناك من يخشون أن تقود المواجهة الأمريكية مع إيران إلى تقارب بينهما في نهاية المطاف، فهذا منطق الصراعات ومؤدّاها، وأن يقود هذا التقارب أيضاً إلى أثمان يدفعها العرب أيضاً لسلام ما، قد يدرك وقد لا يدرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى