بعد عامين من استهدافها.. خان شيخون لم تنس “غاز السارين”

خاص – راديو الكل

قبل عامين من الآن استفاقت مدينة خان شيخون إلى الجنوب من محافظة إدلب على غارات جوية تختلف تماماً عما اعتادت عليه هي، وغيرها من المدن السورية التي أنهكها قصف النظام وروسيا منذ بدء الثورة عام 2011.

ففي صباح الرابع من نيسان لعام 2017 قُصفت المدينة بـ 15 غارة جوية لطائرات النظام، إحداها خلفت 104 قتلى من المدنيين من بينهم عشرات الأطفال ونحو 400 حالة اختناق، بسبب احتوائها على غاز السارين المحرم دولياً.

ويقول عبد الحميد اليوسف أحد الشهود على غارة الكيميائي لراديو الكل: “هرعنا الساعة السادسة ونصف صباحاً إلى مكان إحدى الغارات بالحارة الشمالية من المدينة، وبدأت أنا وأهل الحي بإسعاف المصابين من دون علمنا بأن القصف يحوي غاز السارين”.

ويضيف عبد الحميد الذي فقد 10 أشخاص من عائلته وتسعة من أقاربه بالحادثة نفسها: “ما هي إلا لحظات والزبد يطفو على الأفواه والارتجاف يسيطر على أجساد المصابين، عندها أدركنا أن شيئاً غريباً قصفنا به”.

أما حسين كيالي (شاهد آخر)، فيقول لراديو الكل: “وأنا في طريقي إلى مكان القصف سمعت عن طريق (القبضة) تنبيهاتٍ مُفادها أن المدينة قصفت بالغاز، فعدت إلى المنزل ووضعت (الكمامة) واتجهت إلى مكان الحادث”.

ويضيف: “عند وصولي إلى المكان رأيت الناس تفترش الأرض تتنفس بصعوبة ولا تكاد تتحرك…”، “بدأت بإسعاف الكثير من المصابين إلى مركز الدفاع المدني، الذي أخذ يرش الماء على وجوههم” كعلاج وحيد يملكه للتعامل مع هذا النوع من الإصابات، الذي “لم يعرفه من قبل”.

ويوافق محمد سلوم الذي شهد الحادثة وإسعاف المصابين ما تحدث به كيالي ويضيف لراديو الكل، أن “المراكز الطبية التي أسعف المصابون إليها لم تكن تحوي أي نوع من الأدوية للتعامل مع المصابين، ما دفعهم للتوجه بهم إلى المشافي التركية، ما أدى إلى وفاة بعضهم ممن لم يتحمل الغاز السام”.

وفي محاولة منها لـ “محو آثار الجريمة” عاودت طائرات النظام قصف المدينة والنقاط الطبية التي أسعف المصابون إليها بشكل مباشر، ظهيرة اليوم نفسه، بحسب عبد الحميد اليوسف ومحمد السلوم.

في حين يؤكد الأهالي الذين التقاهم راديو الكل في مدينة خان شيخون، أن “مدينتهم خالية من المواقع العسكرية، وأن ما تم استهدافه حي مدني بحت”.

وفي وقتٍ سابق، طالب مدنيون التقاهم راديو الكل في خان شيخون، المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه المجازر التي ارتكبتها قوات النظام ضد المدنيين.

وأكد بعضهم “عدم وجود قوة إقليمية قادرة على محاسبة النظام المدعوم من قبل روسيا وإيران، بعد ارتكابه مئات المجازر بحق المدنيين”.

وغاز السارين: هو غاز أعصاب يعمل على زيادة الإفرازات من القصبة الهوائية، وزبد على الفم وسيلان من الأنف والعيون وغشاوة في البصر، ويؤدي إلى صغر في حدقة العين وألم فيها، ويبطئ ضربات القلب، ويسبب التعرق والتقيؤ والإسهال وارتجافات وتشنجات وتقلصات عضلية واختلاجات.

ومن الممكن أن تظهر هذه الأعراض كلها أو بعض منها في دقائق أو ساعات بحسب كمية تعرض الإنسان للغاز والمدة والطريقة.

ويشكو الضحايا الذين يصابون به أولاً من صداع شديد واتساع بؤبؤ العين، ثم تشنجات عصبية وتوقف التنفس ثم غيبوبة تسبق الموت.

وتصنف الأمم المتحدة في قرارها 687 الصادر عام 1991 غاز السارين من بين أسلحة الدمار الشامل، ويحظر القرار على الدول الموقعة إنتاج هذا الغاز أو استخدامه.

وفي عام 1993، تبنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة.

واستخدم النظام الغازات السامة عدة مرات ضد المدنيين في سوريا منذ بدء الثورة، ففي 21 آب 2013 نفذ النظام هجوماً كيميائياً على الغوطة الشرقية لدمشق، راح ضحيته نحو 1500 مدني من بينهم مئات الأطفال.

وبالحديث عن موضوع مجزرة خان شيخون التي ارتكبها النظام أجرى راديو الكل مقابلات مع:

شاهد عيان “حسين كيّال”

شاهد عيان “عبدالحميد اليوسف”

شاهد عيان “محمد سلوم”

شاهد عيان “علاء اليوسف”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى