الأمم المتحدة تحذر من “الأوضاع المزرية” لنازحي الرقبان

راديو الكل – وكالات 

حذرت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، من “الأوضاع المزرية” لنحو 40 ألفاً من النساء والأطفال والرجال النازحين في مخيم الرقبان، الواقع على الحدود “السورية – الأردنية”، والذي تحاصره قوات النظام وروسيا.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي عقده في المقر الدائم للمنظمة بنيويورك: ” نحن نقدّم دعماً محدوداً للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المخيم عن طريق الهلال الأحمر، بما في ذلك الغذاء والمياه ومستلزمات النظافة والخدمات الطبية”.

وأشار المسؤول الأممي، أن استطلاعاً أجرته الأمم المتحدة و”الهلال الأحمر السوري”، بيّن أن خمسةً وتسعين في المئة من سكان المخيم يريدون مغادرته، لافتاً إلى أنهم “أعربوا عن مخاوفهم بشأن الحماية” بعد الخروج.

وتقول الهيئة السياسية في الرقبان: إنّ غالبية الأهالي في المخيم يرفضون أيّ محاولة لعقد تسوية مع نظام الأسد، والعودة إلى مناطق سيطرته، وذلك بسبب تخوفهم من التعرض للاعتقال والاختفاء القسري.

وتؤكد أنّ من حق أهالي المخيم تقرير مصيرهم والعمل على تقديم الأمان والحماية اللازمة لهم، سواء عن طريق الخروج إلى الشمال السوري المحرر، أو العودة إلى قراهم من دون تعرضهم للانتقام.

وأوضح دوغريك، أن مجموعةً مكوّنةً من نحو 1726 شخصاً غادروا المخيم، إلى ملاجئ جماعية بمحافظة حمص، مؤكّداً أن “الأمم المتحدة لم تمنح حقّ الوصول إليهم”.

وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة للمشاركة بشكل أكبر في مساعدة النازحين، إذا منحت حقّ الوصول الكامل إلى الملاجئ والنازحين وهم في طريقهم إلى حمص.

والثلاثاء الماضي، طالب المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل “سكوت رولنسون”، روسيا وقوات النظام اللتين تحاصران مخيم الرقبان بالمساعدة في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المخيم. وأكد دعم بلاده جهود الأمم المتحدة لتحسين الظروف فيه.

ويأتي تصريح رولنسون رداً على الاتهامات التي وجّهتها روسيا، في الأيام الماضية، بمنع أمريكا وفصائل الجيش الحر العاملة في قاعدة التنف خروج المدنيين إلى مناطق سيطرة النظام.

وقال رولنسون: إنّ المعسكر يقع ضمن “منطقة نزاع” وافقت عليها الولايات المتحدة وروسيا.

ويعيش نازحو مخيم الرقبان البالغ عددهم أكثر من 50 ألفاً أوضاعاً إنسانيةً مأساوية، بسبب محاصرة النظام وروسيا له ومنعهما وصول المساعدات الإنسانية، للضغط بهدف إجراء تسويات ومصالحات على النازحين، بينما يغلق الأردن حدوده من الجهة الجنوبية للمخيم ويطالب بتفكيكه وبإعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم.

ويقع هذا المخيم العشوائي -الذي أنشئ نهاية 2015- وسط أرض قاحلة تحيط بها رمال الصحراء، وتجتاحه العواصف الرملية بشكل متكرر، ويقطن النازحون في خيام متنقلة تفتقر إلى عوازل المياه، وفي بعض البيوت الطينية الأكثر مقاومةً لعوامل الطبيعة، ومعظم النازحين فيه من ريف حمص الشرقيّ والبادية السوريّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى