ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

الربيع العربي المغدور هو موعدنا الذي يجدد نفسه، فيجبرنا على أن نبدأ كلّ يوم من جديد كما يقول إلياس خوري في القدس العربي. وفي العرب اللندنية كتب فاروق يوسف مقالاً تحت عنوان “لماذا لم يسقط بشار الأسد؟”. وكتبت حنين غدار في موقع معهد واشنطن مقالاً تحت عنوان “الديناميكيات بين حزب الله وإيران: وكالة وليست شراكة”.

وفي القدس العربي كتب إلياس خوري تحت عنوان “من حمص إلى الخرطوم: صرخة الحرية”.. في اللحظة التي بدا فيها وكأن النظام العربيّ القديم قد استعاد السيطرة، وسط حملات إعلامية منظمة من أجل تشويه صورة الربيع العربي ومحوه من الحاضر والذاكرة، انفجر البركان بشكل مفاجئ في السودان والجزائر.

انكشفت حدود جميع التحليلات السياسية التي رافقت الموجات الثورية الشعبية المتتابعة التي امتدت من تونس إلى مصر وسوريا والبحرين وليبيا، وتم إغراقها بالدم والقمع، وبدا وكأن مؤسسة القمع العسكرية نجحت في إعادة تأسيس نفسها فوق الأشلاء والمآسي والدماء.

نعرف أن حقّنا في التعبير وفي الوجود مغمّس بالدماء والأسى والخيبات وما بعد اليأس، ونعرف أيضاً أن علينا أن نعيد تأسيس الوعي والعقل والرؤية، لكنّ هذه المعرفة لم تكن متاحةً قبل أن ينفجر فينا بركان التعبير الذي جاء كمفاجأة صاعقة، ولا يزال محمّلاً باحتمالات شتى.

هذا الربيع العربيّ المغدور هو موعدنا الذي يجدّد نفسه، فيجبرنا على أن نبدأ كلّ يوم من جديد.

في العرب اللندنية كتب فاروق يوسف تحت عنوان “لماذا لم يسقط بشار الأسد؟”.. حين صارت سوريا ساحةً لتصفيات عالمية خرج السوريون من الحلبة. وهو ما فرض معادلات جديدةً صار من الصعب على أساسها أن يتم القبول بانتصار الجماعات الإرهابية التي استولت على الثورة.

لم تعد هناك ثورة في سوريا بعد أقلّ من ستة أشهر من اندلاعها ذهل الكثيرون من أن الاحتجاجات في السودان والجزائر أسقطت رئيسين في وقت قياسي. في حين أنّ الحرب في سوريا التي استمرت ثماني سنوات لم تسقط بشار الأسد. بل خرج بشار الأسد بطريقة مجازية منتصراً.

لم يكن بشار الأسد هو المهم، كانت سوريا هناك تقف باعتبارها السدّ الذي لو كسرته قوى الإرهاب لانهارت المنطقة برمّتها. لذلك تراجع اليقين الغربي ليحلّ محلّه الشك. فكانت مرحلة التردد التي لم تعد فيه إزاحة الأسد عن السلطة تأخذ أولويةً لدى مصممي القرار السياسي في الغرب.

وهو ما استفادت منه روسيا في تحرير الكثير من المدن التي كانت عصيةً عليها في مرحلة الإمداد الغربي للجماعات الإرهابية. وهو إمداد قامت به دول إقليمية نيابةً عن الغرب وبإشرافه.

بشار الأسد لم يسقط مثل الآخرين لأن القضية التي خرج من أجلها المحتجون السوريون قد أفرغت من محتواها، فلم يعد هناك صراع سوري-سوري بعد أن تم تدويل تلك القضية.

وكتبت حنين غدار في موقع معهد واشنطن تحت عنوان “الديناميكيات بين حزب الله وإيران: وكالة وليست شراكة” بينما يحتدم الخطاب الأمريكي ضد إيران، لا شكّ في أنّه سيتم تقديم المزيد من الحجج حول الاختلاف بين حزب الله وإيران، إلا أنّ الأدلة السابقة والحديثة تظهر خلاف ذلك. وكما أشار نصر الله بنفسه بشكل مشين في ملاحظات سابقة: “أنا فخور بكوني عضواً في (حزب ولاية الفقيه)”، وهو إقرار علني نادر بإذعان جماعته الكامل لإرادة المرشد الأعلى في إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى