بعد إعلان روسيا استئجار ميناء طرطوس.. النظام يصفه بأنّه “إدارة واستثمار”

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

بعد أيام على إعلان روسيا اعتزامها توقيع عقد مع النظام لاستئجار ميناء طرطوس مدة 49 عاماً.. خرج النظام عن صمته وأقرّ بوجود نقاشات حول الموضوع، محاولاً التقليل من حجم هذه الخطوة، ومبرّراً الإقدام عليها بأن الميناء قديم ويحتاج إلى أموال طائلة لتطويره، بينما كشفت مصادر صحفية روسية عن أن الاتفاق على استئجار ميناء طرطوس تم التوصل إليه خلال الزيارة العاجلة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف إلى دمشق أخيراً على خلفية منع مصر ناقلات نفط إيرانية من عبور قناة السويس باتجاه سوريا بطلب من الولايات المتحدة، ما صعّد من أزمة البنزين في البلاد.

وأكد وزير النقل لدى النظام علي حمود الاتفاق على منح ميناء طرطوس لروسيا، وقال: إنه تم اللجوء إلى شركة روسيّة لتوسيع مرفأ طرطوس، مشيراً إلى أن المرفأ قديم بأرصفة أعماقها تتراوح بين أربعة وثلاثة عشر متراً ولا يستوعب أكثر من ثلاثين إلى خمسة وثلاثين ألف طن كوزن سفينة واحدة، ولذا كان لا بد من السعي لتأمين أرصفة جديدة بأعماق كبيرة تستوعب حمولات سفن تصل إلى 100 ألف طن وهذا يتطلب مبالغ كبيرة.

ورأى الباحث الاقتصادي يونس الكريم، أن النظام لا يزال متردداً بموضوع تأجير الميناء، مرجحاً أن يضع شروطاً للوصول إلى تشاركية في إدارة الميناء:

وقال الكريم: إن مسألة تأجير ميناء طرطوس هي بالغة التعقيد ولن تكون بسيطةً، وإن الروس يطرحون أن يكون الميناء نفطياً، ومن ثمّ سيخضع للإرادة الروسية، ولم يتحدثوا عن تشاركية في الميناء:

وبحسب وسائل إعلام النظام، فقد ناقش مجلس الوزراء إدارة واستثمار وتشغيل مرفأ طرطوس من قبل من أسماهم بالأصدقاء في روسيا الاتحادية،  في حين كشفت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية أن اتفاق استئجار ميناء طرطوس، وكذلك تزويد روسيا النظام بالنفط تم التوصل إليه خلال الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف إلى دمشق أخيراً.

ووصفت الصحيفة زيارة بوريسوف إلى دمشق بالزيارة العاجلة، وجاءت على خلفية أزمة البنزين الخانقة التي تعيشها مناطق سيطرة النظام، بعد منع مصر مرور ناقلات النفط الإيرانية إلى السواحل السورية، بناءً على طلب واشنطن، وذلك عشية تشديد العقوبات الأمريكية على إيران.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي سامر خليوي، أن روسيا تستغلّ الأزمات في سوريا من أجل توسيع نفوذها، مشيراً إلى أن روسيا بإمكانها حلّ أزمة المحروقات في سوريا، لكنها تسعى لاستثمار ذلك من أجل مصالحها:

وقال الخبير العسكري الروسي فلاديمير بوبوف: إن روسيا قادرة على تأمين احتياجات سوريا من النفط. ومع ذلك فإنّ تأجير ميناء طرطوس للروس مدةً طويلةً يشير إلى أن مصافي النفط الخاضعة لسيطرة نظام الأسد قد لا تتلقّى أبداً النفط السوريّ المنتج في أراضي شرق الفرات مدةً طويلة جداً.

وقال الكاتب سامر خليوي: إن سوريا عملياً مقسمة بين مصالح قوًى إقليمية ودولية:

ويعد ميناء طرطوس الأكبر في سوريا، حيث يمتلك مزايا فنيةً تؤهله ليكون ضمن المرافئ المتطورة، ويشغل حالياً مساحة ثلاثة ملايين متر مربع منها مليون ومئتا ألف متر مربع مساحة الأحواض المائية، ومليون وثمانمئة ألف متر مربع مساحة الساحات والمستودعات والأرصفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى