ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع

إن وضع المعارضة السورية المتناقض هو ما زاد صعوبة تحقيق الانتقال السياسي، ما يعطي فرصةً لروسيا وإيران لرسم مستقبل سوريا كما تقول صحيفة وول ستريت جورنال. وفي مجلة أويل برايس نشر يوسف بدانسكي مقالاً تحت عنوان “حرب طاحنة في الشرق الأوسط تتكشف أمام أعيننا”. ومن جانبها تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن محادثات بين الولايات المتحدة وتركيا بهدف تسيير دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال: إن المعارضة السورية تعلّق آمالها على دستور جديد يسمح لسوريا بالانتقال السياسي بعد ثماني سنوات من الثورة التي بدأت للإطاحة بنظام الأسد.

وترى الدول الغربية والإقليمية، التي تعارض استمرار نظام الأسد، أنّ وضع المعارضة السورية المتناقض هو ما زاد صعوبة تحقيق الانتقال السياسي، ما يعطي فرصةً لروسيا وإيران لرسم مستقبل سوريا.

وقال دبلوماسي غربي في حديثه عن الخداع الذي تتعرض له المعارضة: “عليهم أن يكونوا أذكياء، لن يكونوا في أي حكومة مستقبلية”، وأعتبر أن الخطة الحالية تقضي “بحاجة مستمرة لوجود معارضة ما تتحدث ضد النظام وباسم الشعب السوري”، ولكن بالطبع من دون أن يكون لها أيّ دور سياسي في مستقبل سوريا.

ومن غير المرجح أن يقوم الأسد، الذي يتعهد بالسيطرة على كامل البلاد، بتقديم أيّ تنازلات كبيرة. ويستمر، حتى مع وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا وإيران، بشن غارات جوية على المعقل الأخير للثوار.

ومع ذلك تستمرّ المعارضة بالظهور على طاولة المفاوضات. وإن لم تخض هذه اللعبة، فستتحول المعارضة إلى مجرد لاجئين فقط.

ونشرت مجلة أويل برايس مقالاً لأستاذ العلوم السياسية يوسف بدانسكي، يقول فيه: إن إيران تقود جبهةً جديدةً مع تركيا وقطر؛ بهدف إعادة صياغة الشرق الأوسط الكبير، مشيراً إلى أن إيران تعلم أنّ ذلك قد يقود إلى حرب، وهي تتجهز بفاعلية لمثل هذا المآل.

ويقول بدانسكي: “إن توقيت إيران منطقي، حيث بدأت الحروب بين الإخوة -وخاصة في سوريا والعراق- تتباطأ بسبب الإرهاق، والدول العربية التي كانت موجودةً في العقود الماضية انتهت عملياً، ولا يمكن أن يغير هذه الديناميكية لا اعتراف دولي ولا أوهام انتخابات”.

ويجد الكاتب، أنه: “لذلك، فإن المحصلة الديناميكية في المنطقة تؤثر في الدول كلّها في المنطقة، وعلى القوى العظمى ذات المصالح هناك، وتقوم كلّ من روسيا والصين وإسرائيل بإجراءات عملية، من سياسية إلى عسكرية، لاحتواء وعكس الصعود الإيراني، وفي هذا كلّه أثبتت أمريكا أنها غير مهمّة، بالرغم من السياسات القوية ضد إيران”.

ويستدرك بدانسكي، أنّ “واقعاً جديداً بدأ يظهر من القاعدة إلى الأعلى، والقوى الرئيسة في المنطقة مصممة على استغلال هذه الديناميكية لضبط الشرق الأوسط الكبير ما بعد الأزمة”.

من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست: إن مناقشات تجري بين الولايات المتحدة وتركيا بهدف تسيير دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة التي من المفترض أن تقام بعرض 32 كلم على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا مع تركيا، وذلك بحسب مسؤولين من كلا البلدين.

ويتضمن المقترح الجديد سحب القوات الكردية التي قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش”، في تراجع جديد تقدّمه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي كانت تأمل في تأمين المنطقة من قبل القوات المحلية أو الدول الحليفة.

وستتولى القوات الأمريكية مهمة القيام بالدوريات على الرغم من القرار الصادر بتخفيض عددها بأكثر من النصف خلال الأشهر القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى