شركات روسية عملاقة قريبة من بوتين تستحوذ على الحصة الكبرى من ثروات البلاد

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

يتزايد عدد الشركات الروسية الخاصة في سوريا وتتنوع اختصاصاتها؛ إلا أنّ ما يجمعها هو شراكتها أو قربها من القيادة في موسكو، ما سهّل لها الاستحواذ على عقود استراتيجية طويلة الأمد تركّزت على المرافئ والنفط والقمح والعقارات.

وتنوعت الشركات الروسية التي استحوذت على العقود الاستراتيجية في سوريا من حيث الاختصاص، وهذه الشركات تعرف بتداخل مصالحها أو تقاسم الأسهم فيها مع شخصيات سياسية في القيادة الروسية، ومن بينهم الرئيس فلاديمير بوتين، ومن أبرز هذه الشركات شركة “ستروي ترانس غاز الروسية” الذي يملكها غينادي تيمتشكنو المليادير المقرب من بوتين، وشركة يوروبوليس ويملكها رجل الأعمال وملك قطاع المطاعم، يفغيني بريغوجين، المعروف في أوساط الأعمال الروسية بأنه “طبّاخ بوتين”، وشركة سوفوكريم التي تخصصت بسوق القمح في سوريا.

واحتلت شركة ستروي ترانس غاز المرتبة الأولى بالنسبة لعدد العقود التي وقعتها شركات روسية مع النظام ومن أبرزها عقد استثمار ميناء طرطوس، ومعمل غاز جنوبي المنطقة الوسطى وينتج 7 ملايين متر مكعب غاز يومياً، ومعمل الغاز في توينان وينتج اليوم نحو 1.4 مليون متر مكعب غاز يومياً، واستثمار معامل شركة الأسمدة في حمص، واستثمار واستخراج الفوسفات من مناجم الشرقية لتصدير نحو  2.2 مليون طنّ سنوياً إلى السوق العالمية.

وتأتي شركة يوروبوليس من خلال عقود نفط وقّعتها مع النظام بشكل مكمّل لدور شركة ستروي ترانس غاز، إذ نشرت شبكة فونتانكا الروسية الإلكترونية واسعة الانتشار، معطيات عن مذكّرة تعاون وقّعتها مع النظام في العام 2016 تلتزم فيها الشركة بـ “تحرير مناطق تضمّ آبار نفط ومنشآت وحمايتها”، مقابل حصولها على ربع الإنتاج النفطي.

وتعود ملكية يوروبوليس إلى رجل الأعمال وملك قطاع المطاعم، يفغيني بريغوجين، المعروف في أوساط الأعمال الروسية بأنه “طبّاخ بوتين”، كونه أصبح مليارديراً بسرعة فائقة، بعدما كان متعهداً لتقديم الوجبات لحفلات الكرملين.

وبهذه العقود الضخمة وبعيدة الأمد تكرس روسيا نفسها دولة احتلال لسوريا، التي تريدها سوقاً لتصدير سلعها المختلفة، إضافة إلى تغلغل شركاتها الرأسمالية الكبرى من أجل السيطرة على ثروات البلاد كما يقول المحلل السياسي سامر إلياس:

ويرى سامر إلياس، أن النظام بات مكبلاً بعقود روسية ضخمة وبعيدة الأمد وأي شخص بديل لبشار الأسد لا يستطيع الانفكاك من هذه العقود كونها موثقة بعقود دولية:

وقال سامر إلياس: إن سيطرة الشركات الروسية على ثروات البلاد ينعكس سلباً على أوضاع الأهالي ويزيد من معاناتهم المعاشية، ويوضح ذلك بقوله:

وتعمل شركات روسيّة أخرى من بينها شركة ستروي إكسرت على الاستثمار في سوريا في مجالات متعددة من بينها العقارات. وأشارت مواقع موالية للنظام إلى سعي عدد منها للدخول بوصفها جهةً استثماريةً في مشروع “ماروتا سيتي” خلف منطقة الرازي، لتنفيذ بناء أبراج سكنية وتجارية، وتعمل على التفاوض مع شركة “دمشق الشام القابضة” – التي تتولى استثمار أملاك محافظة دمشق.

وقال سامر إلياس: إن الشركات الروسية دخلت في منافسة مع شركات إيرانية من أجل الاستحواذ على الحصة الكبرى من ثروات البلاد، وإن الجانبين يتنافسان على تبعية رجال الأعمال السوريين لكل منهما من أجل أن يكون لهما غطاء محلياً لا ستثماراتهم.

وأضاف أن روسيا لا تكترث بمسألة بقاء النظام في الحكم من عدمه في ضوء إحكام قبضتها على البلاد، ومن الممكن أن تسهم بالتفاهم مع أطراف أخرى في إجراء انتخابات مبكرة:

وبدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في أيلول 2015، حيث دفعت بترسانة هي الأكبر إلى خارج البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، وساندت النظام بقصف المدن والبلدات بالصواريخ بعيدة المدى والطيران والبوارج الحربية، بينما دفعت بعد ذلك بشركاتها الكبرى إلى الإمساك باقتصاد البلاد ثمناً لحمايتها رأس النظام ومنع سقوطه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى