ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

تدمير روسيا المشافي في إدلب ليس من أجل إظهار الوحشية بحد ذاتها فقط، بل أيضاً لأن الاستراتيجية الروسية تنظر إلى الأذى المدني بوصفها آلية لإجبار الخصوم على التسوية كما تقول صحيفة واشنطن إكزاماينر. ومن جانبها قالت صحيفة وول ستريت جورنال: إن الهجمات على إدلب زادت من حدة المخاوف بشأن نيات نظام الأسد لاستعادة المدينة. وعن الموضوع ذاته نشرت صحيفة بيلد الألمانية مقالاً تحت عنوان “براميل الإرهاب تستهدف إدلب”.

وتساءلت صحيفة واشنطن إكزاماينر في تقرير لها: لماذا تدمّر روسيا المشافي في إدلب؟ وقالت الصحيفة: إن هذا ليس من أجل إظهار الوحشية بحد ذاتها فقط، بل لأن الاستراتيجية الروسية تنظر إلى الأذى المدني بوصفها آليةً لإجبار الخصوم على التسوية.

وأضافت: ببساطة يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا قتلت قواته ما يكفي من المدنيين، وخلقت ما يكفي من الصور لتلك المعاناة، فسيؤدي ذلك إلى وقف سريع لإطلاق النار، ولهذا السبب تقع المستشفيات المستهدفة جميعها في المناطق الرئيسة التي تسيطر عليها الفصائل الثورية أو على طول طرق إمدادها.

وإلى جانب بشار الأسد يريد الروس السيطرة على إدلب، ومع أن بوتين وقّع على اتفاق لوقف إطلاق النار مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في عام 2018، لكن لم تستمر هذه الصفقة ألبتة وأراد “بوتين” التحرك.

ومن جانبها قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: إن الهجمات الأخيرة على مناطق جنوبيّ إدلب زادت من حدة المخاوف بشأن نيات نظام الأسد المدعوم من روسيا لاستعادة المدينة.

وأضافت الصحيفة، أنه تم إسقاط أكثر من 100 برميل متفجر، ما أدى إلى تدمير عشوائي للقرى الموجودة على الخط الأمامي بين المعارضة والنظام، ومقتل نحو 44 مدنياً خلال أيام فقط.

وقالت أيضاً: إن روسيا وتركيا توصلتا إلى اتفاق، في أيلول الماضي، بشأن إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في إدلب؛ وذلك من أجل تجنب هجوم قوات النظام.

وهذه المنطقة توفّر الحماية لأكثر من ثلاثة ملايين شخص، أغلبهم من النازحين الذين قدموا من مناطق ومدن سورية أخرى، حتى باتت أكبر مخيم للاجئين في العالم، بحسب وصف الأمم المتحدة.

ومن جانبها قالت صحيفة “بيلد” الألمانية: إن القوات الجوية للدكتاتور بشار الأسد بمساعدة من فلاديمير بوتين تجدد هجماتها على المدنيين الذين يعيشون في آخر معاقل الثوار في سوريا.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها بعنوان “براميل الإرهاب تستهدف إدلب” إلى الضحايا المدنيين الذين سقطوا من جراء الضربات الجوية، والتي أدت إلى مقتل عائلات بأكملها، مع خشية كبيرة من هجوم بري يهدد حياة ملايين النازحين.

ونقلت عن رائد الصالح، مدير منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) قوله: إنه يطالب بتدخل الشعوب من حول العالم للوقوف إلى جانب الشعب السوري ولدعم مطالبه بالحرية والديمقراطية. وذلك في مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست”.

وحذر الصالح من مصير مجهول ينتظر المدنيين في إدلب، بعد أن قام النظام بخرق اتفاق المنطقة الآمنة، مما يعني أن أيّ هجوم عسكريّ على المنطقة سيعود بنتائج كارثية، خاصةً أن الحدود مغلقة مع تركيا مما يترك المدنيين أمام خيارات معدومة للنجاة بحياتهم.

وفي الوقت نفسه قامت العديد من الحكومات بقطع تمويلها عن منظمات المجتمع المدني في المنطقة، بسبب وجود جماعات متطرفة هناك، مشيراً إلى أن المدنيين لا ذنب لهم، وهم بمعظمهم يعارضون هذه الجماعات، كما أنهم في حاجة ماسة إلى المساعدة والدعم.

وما تزال “الخوذ البيضاء” واحدة من المنظمات القليلة العاملة في شمال غربي سوريا، حيث لديها 2,850 متطوعاً يقومون بعمليات البحث والإنقاذ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى