إيران تنتقم من آثار الشمال السوري التي أرّخت هزائم فارس

راديو الكل  ـ تقرير فؤاد عزام

شهدت البلدات التي سيطر عليها النظام في الشمال السوري خلال الحملة العسكرية المتواصلة نشاطاً إيرانياً مكثفاً يوازي ما تقوم به ميلشيات النظام من تعفيش لممتلكات الأهالي ولكن باتجاه تعفيش آثار تلك المناطق التي لعبت في الماضي دوراً كبيراً في مقاومة غزوات الفرس، وهو ما يندرج في إطار اغتيال تاريخ سوريا وذاكرتها الحضارية.

وقال شهود في جنوبي ادلب: إن ميلشيات النظام وإيران تقوم بعملية تعفيش واسعة ضمن المناطق التي سيطرت عليها على مدار الأيام القليلة الفائتة ولا سيما في قلعة المضيق، تجاوزت الممتلكات لتصل إلى الكنوز الأثرية.

وتحدثت المصادر عن نشاط متزايد لميلشيات إيران في البحث عن الآثار في مناطق إدلب التي كان لها فيما مضى دور كبير في مقاومة غزوات الإمبراطورية الفارسية، في حين يندرج تعفيش الآثار في إطار اغتيال تاريخ سوريا وذاكرتها الحضارية والذي مارسته إيران والنظام وميلشياتهم طيلة السنوات الماضية.

وربطت المصادر بين النشاط الإيراني في تلك المناطق وبين الدور الذي لعبته تلك المناطق في الماضي في مقاومة غزوات الفرس بحيث تبدو الأحقاد الراهنة ضدّ تراب إدلب العائم على محيط من الآثار أنها انتقام من تاريخ أذلهم فيه العرب.

وأكد الباحث السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي، أن تمدد إيران في المنطقة يعكس عناوين الثأر ويحمل حقداً فارسياً دفيناً بالنسبة للعرب: 

وقال ملاحفجي: إن البلاد فتحت أمام نحو سبعين إلى ثمانين ألفاً من العناصر التابعة لإيران يقومون بالسلب والتدمير:

ولا يختلف سلوك ميلشيات إيران عما فعله تنظيم داعش في الشمال السوري أو في تدمر والرقة من خلال تدمير الآثار ذات الأحجام الكبيرة وسرقة مقتنيات وتاريخ البلاد القديم ومكوّناتها الحضارية العابرة للعصور والأجيال والأديان.

ورأى ملاحفجي، أن تدمير الإرث الحضاري يندرج في إطار التغيير الديمغرافي، ويشرح ذلك بقوله:

وإذا كان هدف ايران فصم العرى الوثيقة بين الإنسان السوري مع الذاكرة في قرونها الماضية وعقودها الراهنة، فإنها أعطت ميلشياتها رخصةً تشجيعيةً لتعفيش الآثار والممتلكات، على مبدأ الغنائم، تلك الآثار التي لا تقدّر بثمن ولا تعوّض ولا تعرف قيمتها الحقيقية تلك العناصر الهمجية وتلك التابعة للنظام، فهي تاريخ وحضارة شعوب عاشت في المنطقة منذ آلاف السنين.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى