مطار دمشق وفق نظام الـ “بي أو تي”.. وروسيا تطلب من إسرائيل التوقف عن قصفه

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

أقرّت مصادر النظام بوجود مباحثات تجريها شركات روسيّة مع مسؤولين في وزارة النقل بهدف تطوير مطار دمشق الدولي مقابل استثماره تجارياً وفق نظام الـ “بي أو تي”، مدةً زمنيةً يجري التفاوض بشأنها.

وأعلن مدير مطار دمشق نضال محمد في مقابلة مع إذاعة “شام إف إم” وجود مباحثات بخصوص استثمار مطار دمشق الدولي من قبل شركات روسيّة، لكنه لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار نهائيّ بخصوص استثمار المطار من قبل شركات روسية، مشيراً إلى أن معظم المشاريع الضخمة تتم وفق نظام الـ “بي أو تي” الذي يعني إعطاء شركة معينة تطوير المنشأة مقابل استثمارها مدةً ثم تعود ملكيتها للدولة.

وبدأت المحادثات بين الجانبين بداية العام الحالي من خلال اقتراح قدّمته شركات روسية لوزراة النقل يتعلق بإصلاح المطار، وقال عضو مجلس الدوما الروسي، ديمتري بيليك: إن الاقتراح جاء خلال اجتماع ضمّ وزير النقل، علي حمود، مع رجال أعمال روس.

وقال الباحث الاقتصادي الدكتور فراس شعبو: إن روسيا تفرض اليوم اتفاقيات على النظام بعد أن باتت تسيطر على اقتصاد البلاد ويحاولون بشكل متتابع قضم الاقتصاد بشكل تدريجي:

ورأى الأكاديميّ والباحث السياسي ياسر نجار، أن مثل هذه الاستثمارات التي تستحوذ عليها روسيا هي بمنزلة عقود إذعان وثمن دعمها للنظام:

وعقود الـ بي أو تي “Build-Operate-Transfe” هي شكل من أشكال تمويل المشروعات تمنح بموجبه دولة ما مستثمراً أو مجموعةً من المستثمرين امتيازاً لتمويل وتنفيذ مشروع معين ثم تشغيله واستغلاله تجارياً مدةً زمنية، وبعد نهاية مدة العقد يعود المشروع إلى الدولة.

وقال الباحث شعبو: إن تأجير المطار والمشاريع الحيوية الأخرى وفق نظام الـ “بي أو تي” ينعكس سلباً على الأهالي؛ لأنّ الدولة تخسر جزءاً من موارد الدولة ومن الممكن أن يكون هدف النظام التخلص من بعض أعبائه الاقتصادية:

وقال شعبو: إن النظام أعطى روسيا استثمار مطار دمشق الدولي وفق صيغة الـ “بي أو تي” إذعاناً منه لمتطلبات تفرضها روسيا، وهذه العقود تستخدم  للسيطرة على موارد البلد:

وأشار نجار، إلى أن روسيا وكذلك إيران من الممكن أن تستغنيا عن بشار الأسد بعد أن تأخذا منه ما تريدان:

وقال نجار: إن مثل هذه العقود تتم في إطار الاحتلال؛ ولذا ليس لها قيمة قانونية:

وجاءت المباحثات بين روسيا والنظام حول مطار دمشق بعد إعلان تأجير ميناء طرطوس، وقبلها كانت هناك اتفاقيات اقتصادية سبقتها أخرى عسكرية، وذلك في إطار سلسلة من الاتفاقيات يتم إعلانها بشكل متدرج.

ويأتي اعتراف النظام باعتزامه تأجير مطار دمشق الدولي بعد أن كانت مصادر روسيّة رسمية أعلنت بداية العام الحالي، أنها بدأت مفاوضات من أجل استثماره، وأنها طلبت من إسرائيل التوقف عن شن غارات صاروخية على المطار، كون هذا الأمر يجعل شركات الطيران المدنية الراغبة بالعودة للعمل في سوريا تعيد النظر في قرارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى