ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

لقد حقّقت إيران، من دون شك، أهدافاً كثيرة في سياساتها التوسعية والعدوانية والمتغطرسة: انتصرت في سوريا، بحيث لم يبق حجر على حجر، ولا بقي سوريّ في منزله  كما يقول سمير عطا الله في الشرق الأوسط. وفي الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدر خان مقالاً تحت عنوان  “أمريكا – إيران : حرب من أجل التفاوض”. وفي موقع المدن كتب بسام مقداد مقالاً تحت عنوان “روسيا في مياه الخليج العكرة”.

وفي الشرق الأوسط كتب سمير عطا الله تحت عنوان “جردة الثورة”.. حان لإيران أن تضع لائحةً بالأرباح والخسائر منذ ثورتها إلى الآن. أولاً، في الداخل، وما هو السبب الموجب لأن تصرف على التّرسانة السلاحية أضعاف ما تصرف على المدارس والعلم والزراعة وسائر المستقبليات؟ لقد حققت إيران، من دون شك، أهدافاً كثيرةً في سياساتها التوسعية والعدوانية والمتغطرسة: انتصرت في سوريا، بحيث لم يبق حجر على حجر، ولا بقي سوريّ في منزله. وانتصرت في اليمن، بحيث لم يبق عمل، أو وظيفة، أو ديار. وانتصرت في العراق، حيث طارت الموصل من يدي رجلها الفريد نوري المالكي، ثم خرّب العراق كلّه لاستعادتها من «داعش». وانتصرت في السعودية، حيث عادت المملكة برمّتها، وتحالفت مع أسامة بن لادن وأركانه وورثته. وانتصرت على أمريكا، حين هزمت «الشيطان الأكبر» وأغرقت نفسها في حصار قاتل، لا شبيه له إلا الحصار على عراق صدام. وانتصرت في الخليج، عندما ربحت حمد بن جاسم وخسرت الجميع.

النصر الأكبر لإيران حقّقه محمود أحمدي نجاد، عندما خسر أمريكا الجنوبية والشمالية وربح فنزويلا، وتجربتها الباهرة في التقدم والتطور، ومليار «بوليفار» للدولار.

في الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “أمريكا – إيران: حرب من أجل التفاوض”.. إذا كان الهدف من التصعيد الحالي جلب إيران إلى التفاوض فإنها لن تأتي بالسهولة التي يتخيّلها ترامب، بل بالإخراج الذي تعدّه والشروط التي تحدّدها، خصوصاً أنها راقبت التجربة الأمريكية مع كوريا الشمالية واستوعبت دروسها، فلا تنازل إلا مقابل تنازل، وهذه مساومة يمكن أن تطول أكثر مما يتصوّر الأمريكيون، والإيرانيون يجيدون المماطلة. في الإخراج تحتاج إيران إلى حافز، إلى حرب “متكافئة” كالتي تحاول أن تخوضها بعمليات إرهابية وتخريبية ويمكن استخدامها مبرراً للبدء بالتفاوض، أو إلى “نصر” ما على “الشيطان الأكبر” يصلح مدخلاً إلى التفاوض. أما في الشروط فلن تكون أقلّ من رفع القيود عن تصدير النفط وعن القطاعين المالي والمصرفي. لكن أيّ تراجع أمريكي في الشكل أو في المضمون للحصول على التفاوض لن يشكّل خذلاناً للحلفاء العرب فحسب بل سيكرّر الأخطاء التي ارتكبت في إعداد الاتفاق النووي.

في موقع المدن كتب بسام مقداد تحت عنوان “روسيا في مياه الخليج العكرة”.. الحرب الإيرانية الأمريكية في الخليج لن تقع، كما يؤكد كبير الباحثين في معهد الاستشراق الروسي فلاديمير ساجين لموقع روسبلات، وإن كان الأمريكيون وحلفاؤهم يمكن أن يقوموا بشن غارات طيران وتوجيه ضربات صاروخية إلى بعض المواقع الإيرانية. لكن، إن وقعت مثل هذه الحرب،  بسبب عجز الفرقاء عن التحكم بجميع “المصادفات” المحتملة في مثل هذه الأحوال، فمما لاشكّ فيه، بأنّ القيادة الروسية لن تسارع إلى نجدة “حليفها” الإيراني، ولن تخون تقاليد القيادات الروسية بالتخلي عن حلفائها، التي تحدث عنها ألكسندروف ذاك، بل سوف تفيد من هذه الحرب ضد “حليفها اللدود” في سوريا، وسوف تعرف كيف تصطاد في مياه الخليج العكرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى