نقاشات مجلس الأمن تعكس سخونة أوضاع إدلب.. وتركيا تقول إنها لن تسكت على تجاوز النظام الخطوط الحمر

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

انعكست تطورات الأوضاع في الشمال السوري على مجلس الأمن الذي شهدت جلسته الطارئة أمس هجوماً عنيفاً من المندوب التركي ضد النظام، وتهديداً بعدم السكوت بعد الآن على تجاوزه الخطوط الحمر، في حين أعلن مندوبو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى مواقف مشابهةً للموقف التركي، بينما رفض مندوبا روسيا والنظام الانتقادات متذرّعين في استمرار تصعيدهم بمحاربة الإرهاب.

وشهد مجلس الأمن الدولي مواجهةً كلاميةً بين مندوب تركيا فريدون سينيرلي أوغلو ومندوب النظام بشار الجعفري، على خلفية تطورات الأوضاع في إدلب، إذ أكد سينيرلي أوغلو أن بلاده لا تعترف بنظام ارتكب ولا يزال جرائم ضد الإنسانية ممثّلاً للشعب السوري، وإن النظام تخطى الخطّ الأحمر كثيراً جداً، ولا يمكنه تكرار الأخطاء نفسها من جديد.

وقال المندوب التركي الذي شارك في اجتماع لمجلس الأمن باعتبار تركيا دولةً ضامنةً لعملية أستانة: إن النظام يستهدف بشكل متعمّد المدنيين والمدارس والمستشفيات، وإن “عدوانه الأخير” في المنطقة قد يؤدي إلى تشريد مئات آلاف الأشخاص، مضيفاً أنه لا يعترف بمندوب النظام ممثّلاً شرعياً للشعب السوري وبأنه لن يمنحه شرف الردّ عليه.

وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو: إن تركيا متمسكة باتفاق سوتشي وبالتنسيق مع أسياد النظام وهم الروس:

وكان الجعفري اتهم الحكومة التركية بالمسؤولية عن تصعيد الوضع في المنطقة، وقال: إن اتفاق خفض التصعيد في المنطقة “مؤقت”، وعلى الجميع أن يدرك أن الحفاظ عليه يستلزم التزام تركيا بإنهاء سيطرتها على مساحات واسعة من المناطق السورية .

ودعا مندوبو كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى اتخاذ خطوات لوقف التصعيد العسكري في إدلب وإلزام “نظام الأسد” بوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية الأممية إلى سكان إدلب بلا أي تقييد.

وقال الكاتب سعدو: إنه ليس من المستغرب ألا يصدر عن مجلس الأمن أيّ قرار في ظل الفيتو الروسي وعدم جدية الغرب في الضغط على النظام وروسيا من أجل وقف إطلاق النار:

وعقدت مجموعة العمل المشتركة التركية – الروسية التي تم الاتفاق على تشكيلها بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين خلال اليومين الماضيين في العاصمة التركية أنقرة، وناقشت بحسب وزارة الدفاع التركية التطورات الأخيرة في إدلب، والتدابير التي يتعين اتخاذها في نطاق اتفاقيات أستانة وسوتشي.

وقال الكاتب سعدو: إن تشكيل اللجنة المشتركة يدلّ على أن هناك خلافات بين تركيا وروسيا:

ورفض مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا وقف عمليات القصف رغم ما أسماه بعويل بعض الشركاء متذرعاً بأن بلاده تحارب الإرهابيين في الشمال السوري.

كما رفض الاتهامات الموجّهة إلى روسيا بانتهاك القانون الدولي الإنساني، مدّعياً أن قوات النظام والطيران الروسي لا يستهدف المدنيين أو البنى التحتية المدنية بل الإرهابيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى