دفعة تصريحات أمريكية تستبق اجتماعاً أمنياً “إسرائيلياً ـ روسياً ـ أمريكياً” وتشكيك باعتزام واشنطن تغيير النظام

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

دفعة جديدة من التصريحات الأمريكية بخصوص سوريا، لا تقلّ سخونةً عن حرارة التطورات التي تشهدها إدلب، وتزامنت مع اتساع رقعة التباين في المواقف بين تركيا وروسيا وتزايد دعم أنقرة لفصائل المعارضة، وكذلك مع الحديث عن صفقة قد تعرضها واشنطن على روسيا تتضمن الاعتراف بنظام الأسد مقابل طرد إيران من سوريا.

فقد أعلن المبعوث الأمريكيّ الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري في مقابلة مع صحيفة “حرييت” التركية، أن الولايات المتحدة وتركيا تعملان معاً من أجل تغيير نظام بشار الأسد، وذلك بعد أيام على تصريح أشار فيه إلى أن دور الأسد في مستقبل سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري. في حين صدر موقف مماثل عن مسؤول في البيت الأبيض أشار إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أنه لا يوجد مستقبل لبشار الأسد في سوريا.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي، أن تصريحات جيفري متلوّنة بحسب العاصمة التي يوجد فيها، ولا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة التي تصبّ مصالحها بالمصالح الإسرائيلية المعادية للشعب السوري:

وقال عبد الباري عثمان ممثل اتحاد الديمقراطيين السوريين في تركيا: إنه لا جديد في تصريح جيفري سوى أنه أتى من تركيا:

وأضاف عثمان، أن تصريحات جيفري من شأنها أن تنعكس إيجاباً على العلاقات مع تركيا وعلى الوضع في شرق الفرات أيضاً: 

وقال الكاتب دسوقي: إنّ ما تعلنه الولايات المتحدة وإسرائيل حول إبعاد إيران من سوريا هو للاستهلاك الإعلامي:

وقالت مصادر أمريكية: إن مصير الحملة العسكرية التي تشنّها روسيا والنظام في إدلب يتوقف على المفاوضات الروسية – التركية.  

وتأتي هذه التصريحات قبل اجتماع ثلاثيّ مرتقب بين مستشاري الأمن القومي في كل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل في القدس خلال الأسابيع القادمة، حمل إشارات إلى وجود صفقة معروضة على روسيا تعترف بموجبها تل أبيب وواشنطن بشرعية نظام الأسد، مقابل أن تعمل موسكو على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا.

في حين قال معاون وزير خارجية النظام أيمن سوسان: لا نعوّل على هذه المواقف ولا ننتظر من الآخرين الأقوال، ولكن ننتظر الأفعال التي تشير إلى مقاربة جديدة تجاه الحرب، مضيفاً أنه لا يحقّ لأحد إبداء الرأي في موضوع تغيير “الحكومة السورية”، وقال: إن هذا حقّ يقرّره الشعب السوري فقط، بحسب تعبيره.

واستبعد عبد الباري عثمان قبول النظام بخروج الإيرانيين من سوريا:

وقال دسوقي: إنّ التغيرات في سوريا الآن..هي بيد القوى العظمى وليس للسوريين بمختلف انتماءاتهم أيّ إرادة بالقرار السياسي على الأرض السورية التي قسمت إلى مناطق نفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، مشيراً إلى أن الثورة مستمرة ولا يمكن أن تموت:

ولم تؤدّ الاتصالات التي تجريها تركيا مع روسيا حتى الآن إلى وقف موسكو حملتها العسكرية في الشمال السوري، في حين شكّكت مصادر معارضة بصحة تصريحات جيفري حول تغيير النظام، بينما تحدثت مصادر صحفية تركية أنّ موقف تركيا ثابت وهو تغيير النظام وإن اختلفت التطورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى