قصص الأطفال: زفاف أبو حسن الأسطوري

نتعرضُ في حياتنا اليومية للعديد من المواقف المحرِجة، التي تسبِّبُ إحراجَ الشخص ويتمنى أن يختفيَ عن الوجود في هذه اللحظةِ التي يشعرُ بأنَّ أنظارَ العالمِ كلَّها موجَّهةٌ إليه للسخرية منه لِمَا تعرَّضَ له، ممّا يؤثرُ ويُربكُ الشخصَ ولا يدركُ حينَها كيف يتصرفُ أو ماذا يفعل.

ولكنَّ الجزءَ الأسواءَ بعد حدوثِ الموقفِ المحرِج، هو فترةُ التفكيرِ المستمرِّ بهذا الموقف وإعادةُ تذكّرِ كلِّ ما حدث، مما يسبّبُ إزعاجاً كبيراً وضيقاً للشخص.

البعضُ يَعُدُّ هذه المواقفَ عاديةً مهما كان كميةُ الإحراجِ بها؛ لأن أيَّ شخصٍ معرَّضٌ للوقوع بهذه المواقفِ المضحكةِ والصعبة، لذلك يأخذُها بروحٍ رياضيةٍ ويسخرُ على نفسه مع الناس، والبعضُ الآخَرُ يكونُ حساساً ولا يعرفُ كيف يتصرفُ ممّا يسبّبُ له أزمةً من التفكير والحزنِ لِمَا حدثَ معه.

قصتُنا لليوم تساعدُ في تشجيع أطفالِنا على أن يتعلموا بأن الجميعَ يرتكبُ أخطاءً، ولكن يجبُ ألا نحكمَ على الآخرين عندما يرتكبون الأخطاءَ أو عندما يكونون في وضع محرِج، ولكن يجبُ في هذه الأوقاتِ الصعبةِ والمحرِجةِ أن نكونَ بجانبهم ونساعدَهم ونقدِّمَ لهم الدعمَ والتعاطف، ومهما كان الموقفُ محرِجاً الذي نتعرَّضُ له لا نأخذُهُ على مَحملِ الجِدِّ أكثرَ من اللازم بل نضحكُ على الأخطاء التي نرتكبُها مما يسهّلُ علينا الموقفَ الذي تعرضنا له، وفهمَ أن الأشياءَ ليست دائماً كما تبدو عليه ولكن يجبُ أن نفترضَ حسنَ نيةِ الآخرين.

زفاف أبو حسن الأسطوري

بهدف مساعدة شهريار على أن يصبح أكثر تفهماً للأخطاء المحرجة التي يرتكبها الناس، أخبرته شهرزاد قصة أبي حسن.

كان أبو حسن على وشك أن يتزوج بابيتا الجميلة. وبينما كان خادمان ينفخان الوسادتين اللتين سيجلس عليهما العروسان خلال الحفل، ثقب أحد الخادمين من غير قصد وسادة أبي حسن. وعندما جلس العروسان على مقعديهما أمام الضيوف، جلس أبو حسن على وسادته التي أخرجت هواءً الثقب الصغير وأصدرت صوتاً مرتفعاً، فظن الجميع أن أبي حسن أصدر ذلك الصوت. استغرب الجميع وأحست بابيتا بالإحراج الشديد فهربت. لحقها أبو حسن، وأراها الوسادة وشرح لها أنه ليس من اصدر الصوت . فعادت بابيتا إلى الحفل . وعندها، حطت نحلة على بابيتا فحاول أبو حسن أن يبعدها، لكنه صفع بابيتا من غير قصد . فغضبت، وغادرت الحفل مرة أخرى وتوجهت إلى غرفتها وأقفلت الباب . تسلق أبو حسن إلى عتبة نافذتها وطرق على النافذة، وأصرَّ على أن تدعه يدخل، ولكنه انزلق ووقع على كومة من الروث . حملت بابيتا حقيبتها وصعدت إلى العربة وغادرت، بينما كان أبو حسن يلاحقها على ظهر الحصان. فتمكن من أن يلحق بها وشرح لها كل شيئ وقال لها إنه يحبها. “هل تحبني حقاً ؟” سألت بابيتا مبتسمة. وعندها، خرجت عربتها عن السيطرة واتجهت نحو الجرف . فقفز أبو حسن من على ظهر حصانه إلى العربة، وأوقفها بأمان . خلَّص أبو حسن بابيتا فعانقته وقبلته. وعادا إلى الحفل وتزوجا وعاشا بسعادة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى