ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع

الحرائق الغامضة التي تلتهم المحاصيل الزراعية شرق الفرات.. ألقي بمسؤوليتها على تنظيم داعش، لكن ربما لا تكون هذه الحرائق كلّها من عمل المسلحين كما تقول صحيفة واشنطن بوست. وفي صحيفة أكشام كتب كورتولوش تاييز مقالاً تحت عنوان “عملية (المخلب) لا تقلّ شأناً عن (درع الفرات)”. وفي صحيفة ملليت كتب نهاد علي أوزجان مقالاً تحت عنوان “رياح الحرب الباردة تهبّ على شرق المتوسط”.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً تحدثت فيه عن الحرائق التي تلتهم آلافاً من الهكتارات من المحاصيل في الأراضي الزراعية في سوريا والعراق، وقالت: إن هذه الحرائق الغامضة ألقي بمسؤوليتها على تنظيم داعش، لكن ربما لا تكون هذه الحرائق كلّها من عمل المسلحين.

 وأشارت الصحيفة، أن آثار الحرائق تظهر واضحةً بالأقمار الصناعية، وأثارت أعمدة الدخان المتصاعدة في السماء في الأذهان الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة والتي هزّت معظم المنطقة قبل بضع سنوات.

وأدى فقدان المزارعين الذين عانوا سنوات من الحرمان والتشرد لدخلهم بسبب الحرائق، إلى بؤس جديد وربما صراع جديد في المجتمعات التى كانت تأمل بأن تكون هناك نهاية للحرب في الأفق.

وفي صحيفة أكشام كتب كورتولوش تاييز تحت عنوان “عملية (المخلب) لا تقلّ شأناً عن (درع الفرات)”..على من يظنون أن تركيا لا تملك “خطة لعب” في مواجهة الولايات المتحدة، أن يحلّلوا بشكل جيد عملية “المخلب” العسكرية، التي أطلقتها أنقرة ضد تنظيم “بي كي كي” الإرهابي في شمالي العراق.

ومع أن العملية تجري في ظل النقاشات الدائرة حول انتخابات الإعادة في إسطنبول، إلا أن العملية الجارية ضد “بي كي كي” هي حملة عسكرية سياسية دبلوماسية مهمة، لا تقل شأناً عن عملية “درع الفرات” أو “غصن الزيتون”.

تظهر عملية “المخلب”، أن خطة تشكيل مناطق آمنة في شمالي سوريا بدأ تطبيقها أيضاً في شمالي العراق.

وبينما تؤكد تركيا من خلال هذه العملية أنها عازمة على تطهير حدودها من العناصر الإرهابية المتمركزة قربها، توجّه رسالةً إلى العالم بأسره أنها سوف تبقي تحت سيطرتها الفعلية هذه المناطق التي تتمتع بأهمية استراتيجية على الصعيد الجيوسياسي.

من المؤكد أن الجيش التركي سوف يوسّع وجوده العسكريّ ليصل إلى شرق الفرات من خلال مخطط “المنطقة الآمنة” التي تتواصل المفاوضات بخصوصها مع الولايات المتحدة.

وتعمل أنقرة على تشكيل خطّ آمن بشكل فعلي داخل حدود شمالي العراق من خلال عملية “المخلب”.

وبينما تزيد تركيا من أهميتها الاستراتيجية في معادلة الشرق الأوسط، عن طريق هذه المناطق الآمنة التي تؤسسها داخل سوريا والعراق، تعزز من موقفها على طاولة المفاوضات. من لا يملك وجوداً ميدانيّاً لا يمكنه الجلوس إلى الطاولة.

مع أن العملية لم تكن ملحوظةً تماماً في غمرة ضجيج انتخابات الإعادة بإسطنبول، تتخذ أنقرة تدابيرها بسرعة وتقدم بعزيمة على خطوات لحماية وجود البلاد، من خلال حملاتها العسكرية.

وفي صحيفة ملليت كتب نهاد علي أوزجان تحت عنوان “رياح الحرب الباردة تهبّ على شرق المتوسط”.. لا نبالغ إذا قلنا: إن شرق المتوسط سيكون إحدى المناطق التي ستشهد أكثر الصراعات تعقيداً في قرننا الحالي، وهناك الكثير من الأسباب المتداخلة التي تثير التعقيد المذكور من أبرزها الموقع الجيوسياسي للمنطقة ووجود ثروات هائلة فيها.. ولا مفرّ من مواصلة الصراع بأدوات مختلفة في أجواء التنافس فيها شديد والتوتر مرتفع والأطراف كثر.

وتكشف الأوضاع الناجمة عن حروب الوكالة عقب الربيع العربي والتحركات الخفية والخبرات التي اكتسبتها الأطراف والتحالفات المتغيرة باستمرار والفارق بين الأحلام والحقائق، أن النزاع سيستمرّ على مدى سنوات طويلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى