وزير سعودي في دير الزور بشكل مفاجئ

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام 

كشفت وسائل إعلامٍ سعودية عن زيارةٍ مفاجئة قام بها وزير الدولة السعودي ثامر السبهان إلى محافظة دير الزور والتقى نائب وزير الخارجية الأمريكي جويل رابيون، والسفير الأمريكي ويليام روباك، في القاعدة الأمريكية بحقل العمر النفطي في المحافظة، بينما أجرى الجانبان لقاءاتٍ مكثفةً مع ما يسمى المجلس المدني في دير الزور وعددٍ من شيوخٍ ووجهاء وإداريين من قبائل ومجالس المحافظة.

ذكرت قناة “العربية الحدث”، أن اللقاءات مع المسؤولين المحليين في المنطقة ناقشت آلية مكافحة تنظيم داعش، وضمان عدم عودته، إضافة إلى دعم المجلس المدني في المحافظة، وتقديم الخدمات لمنطقة شرق الفرات عن طريق دعم المشاريع والقطاعين الصحيّ والتعليمي.

ورأى المحلل السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي زيارة الوزير السبهان تتعلق بدور السعودية في القضية السورية وبمواجهة إيران في المنطقة وبممرات الطاقة:

وقال الدكتور ملاحفجي: إن لقاءات الوزير السعودي مع المجالس التي تتبع قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- قد يؤدي إلى إشكالياتٍ مع الجانب التركي:

ورأى الصحفي سامر العاني، أن السعودية لا تريد أن يكون هناك وجود تركي في المنطقة، وتسعى للاستفادة من عدم اتفاق تركيا والولايات المتحدة على بعض بنود اتفاق المنطقة الآمنة:

وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية احتجاجاتٍ ومظاهراتٍ منذ الشهر الماضي بسبب تردي الأوضاع المعيشية والأمنية في المحافظة مطالبةً بطرد عناصر تلك القوات.

وقال سامر العاني: إن زيارة الوزير السبهان تهدف في قسم كبير منها إلى تهدئة التوتر بين الأهالي وبين ميلشيا قوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى أن السعودية تنظر إلى شرق الفرات على أنها منطقة عشائرية وهي تسعى بشكل دائم إلى الدخول إليها:

ورأى الدكتور ملاحفجي، أن السعودية مهتمّة بعلاقاتها مع العشائر التي تشكل امتداداً لعشائر موجودةٍ في الجزيرة:

وقال سامر العاني: إن السعودية تريد أن يكون الوضع في شرق الفرات هادئاً لكي تتمكن من التمدد في هذه المنطقة من خلال قوات سوريا الديمقراطية:

وتأتي زيارة الوزير السعودي المقرّب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى شرق الفرات في ظلّ تطوراتٍ تشهدها محافظة إدلب تعكس خلافاتٍ بين تركيا وروسيا، مع تعثر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بخصوص المنطقة الآمنة التي اتّفق على إقامتها في شرق الفرات بين الجانبين، ومع إعلان روسيا إتمام صفقة صواريخ إس 400 إلى تركيا، ووقف الولايات المتحدة صفقة إف 35 بسبب ذلك.

وكان السبهان زار ريف الرقة شمالي سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2017، والتقى وجهاء من المنطقة وأعضاءً من المجالس المحلية للوحدات الكردية برفقة المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي بريت ماكغورك، إذ قدّم الدعم لـ “قوات سوريا الديمقراطية” في إطار اتفاقٍ بين الولايات المتحدة والسعودية على دعم تمويل بقاء القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا وكذلك في إعادة إعمار تلك المناطق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى