ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

واشنطن وتل أبيب تحثّان موسكو على اتخاذ خطوات متقدّمة، لاحتواء دور إيران في سوريا، مقابل الاعتراف بشرعية بشار الأسد كما يقول حميد رضا عزيزي في موقع المونيتور. وفي صحيفة ملليت كتب نهاد علي أوزجان مقالاً تحت عنوان “أين يقف بوتين من علاقات تركيا بالغرب؟”. وفي التايمز كتب ديفيد براون تقريراً عن العقوبات التي فرضتها واشنطن على رجل الأعمال سامر فوز.

وفي صحيفة التايمز كتب ديفيد براون تقريراً قال فيه: إن رجل أعمال سوري بارز يخضع لعقوبات دولية بسبب دعمه لنظام بشار الأسد يسيطر على محطة تلفزيونية عبر شركة في لندن، ويدير شركةً بريطانيةً تعمل وكيلاً له، وحقق ثروةً من خلال صفقات القمح بين نظام الأسد والأكراد السوريين، ومن خلال مشاريع عقارية على أراض أخذت من أسر فرّت من الحرب.

ووصف تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني العقوبات المفروضة على فوز بأنّها “غير متماسكة”، إذ يستمرّ فوز البالغ من العمر 46 عاماً في إدارة أعماله على الرغم من العقوبات الأوروبية وحظر السفر المفروض عليه منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

ومن جانبه، كتب حميد رضا عزيزي في موقع المونيتور تحت عنوان “صفقة كبرى حول سوريا.. هذا ثمن بقاء الأسد وإيران تحضّر لفتح جبهة!”.. إنّ واشنطن وتل أبيب تحثّان موسكو على اتخاذ خطوات متقدّمة، لاحتواء دور إيران في سوريا، مقابل بعض التقديمات، مثل الاعتراف بشرعية رأس النظام بشار الأسد أي بقائه في السلطة وإسهام واشنطن في إعادة إعمار سوريا.

في المقابل، هناك تحد آخر في سوريا، يتمثّل بمناقشة المسؤولين الأمريكيين والأتراك إمكانية إنشاء “منطقة آمنة” على الحدود التركية السورية.

وأكّد الكاتب، أنّ إيران ستتخذ خطوات للحفاظ على مصالحها ونفوذها في سوريا، ولمواجهة الاتفاقات الأمريكية المحتملة مع روسيا وتركيا، ومن أبرز ما ستقوم به إيران هو التسريع بتشكيل اللجنة الدستورية في إطار محادثات أستانة لإبعاد أيّ نفوذ أمريكيّ محتمل.

ووفقاً للكاتب، قد تعمل طهران على إضفاء طابع رسميّ لعلاقاتها مع سوريا، ولا سيما من خلال سكة حديد تربط طهران بدمشق والعراق. كذلك الأمر في المجال الأمني، إذ توجد اتصالات رفيعة المستوى بين المسؤولين العسكريين والأمنيين الإيرانيين ونظرائهم السوريين والعراقيين، ما يؤسس لشراكة شاملة بين هذه الدول.

وفي صحيفة ملليت كتب نهاد علي أوزجان تحت عنوان “أين يقف بوتين من علاقات تركيا بالغرب؟”.. تخبرنا التطورات الحالية أنّ منظومة الدفاع الجوي إس-400، تحمل معاني أكثر من كونها صفقةً تجاريةً أو معدّات عسكريةً تهدف فقط إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي لدى تركيا. لهذا يجب تناول النقاشات في إطار أوسع.

يبدو أنّ “إس-400” هي فقط الجزء الظاهر من جبل الجليد. عند النظر إلى القضية في سياق المنافسة العالمية يظهر مشهد مثير للانتباه.

يتعلق هذا المشهد مباشرةً بمرحلة لم نألفها كثيراً من التنافس الأمريكي الروسي المستمرّ منذ الحرب العالمية الثانية، والذي شهد مدّاً وجزراً من حين إلى آخر.

هناك اتفاق ضمني منذ عام 1945 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بخصوص “تحديد الحلفاء” و”تقاسم مناطق النفوذ”. لم يتدخل الطرفان في مناطق نفوذ بعضهما قدر الإمكان حتى نهاية الحرب الباردة، وابتعد كل منهما عن محاولة إغراء حلفاء الطرف الآخر لضمهم إلى صفه.

استفاد الغرب من الفوضى في الاتحاد السوفيتي عند نهاية الحرب الباردة، فدفعه نحو الشرق وعمل على ضم بعض أعضاء الفريق السوفيتي إلى صفوفه. أتحدث هنا عن رومانيا وبلغاريا وبولونيا المعروفة اليوم بمواقفها المناهضة لروسيا.

مع وصول بوتين إلى الحكم سلكت روسيا طريقاً جديداً، وأقدمت على حملات متتالية في القوقاز والبحر الأسود وسوريا وآسيا الوسطى. أما أوكرانيا فيستمرّ التوتر فيها بأعلى المستويات.

أظهرت الأحداث أن بوتين ليس لقمةً سائغةً وأنه ينشط في مجالات يبرع فيها. كانت كلّ هذه الحملات كافيةً لإثارة قلق الولايات المتحدة والغرب.

أقدم بوتين على حملة هي الأعقد له، وكانت غير منتظرة أو مألوفة من خلال العلاقات مع تركيا. في إطار هذه العلاقات، أخذت صفقة “إس-400” موقعها بوصفها أزمةً خطيرة.

عندما قرأ الغرب العلاقات التركية الروسية وحملات بوتين، بدأ يومئ إلى أنه لا يعدّ هذه التطورات مجرد تجارة أسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى