هل العتاب صابون القلوب؟ أم مُفكك للعلاقات الاجتماعية؟

ينهال الشخص المعاتِب بأسئلة كثيرة على الأخرين ليلومهم على تقصير ما، أو أي فعل خاطئ قاموا به تجاهه، هكذا يبدو حال الأشخاص الذين يُعرَفون بكثرة عِتابهم، والتي تصل أحيانًا للتدخل بكل صغيرة وكبيرة، بينما يعتبر البعض أن العتاب قد يكون كفيلاً بإعادة تعزيز العلاقات الاجتماعية وإزالة أي سوء فهم، فهل العتاب صابون القلوب كما يقولون، أم أنه قد يُفكِك العلاقات الاجتماعية؟.


الإستشارية النفسية “ياسمين علو” ترى أن العتاب مقبول إلى حد معين، وهذا الحد يتم ضبطه ضمن إطار التقارب والأهمية في محيط العلاقة، وتقبل الأشخاص أنفسهم للعتاب.


وتبين الإستشارية “علو” أن ضغوط الحياة وكثرة المشاغل واختلاف طبيعة المجتمع الحالي؛ فرضت نوع من السلبية من ناحية قبول العتب من قبل الكثيرين.


وتضيف علو بأن ذلك النمط من الحياة جعل الأشخاص يشعرون بأن المعاتِب يُقحم نفسه بحياتهم، وأنهم مطالَبين بوضع مبررات وتوضيح أسباب للرد على هذا العتب، والذي ربما لا يأتي من قبل شخص واحد، بل قد يواجه الإنسان في يومه عدد من المعاتبين له على عديد من الأسباب، الأمر الذي قد يعكس حالة من العدوانية والسلبية لإغلاق الجدال الناشئ عن ذلك العتاب.


وبحسب الاستشارية النفسية” فإن العتب وبحال ترافق مع نصيحة فإنه يصبح سلبيًا ومرفوضًا بالنسبة للآخرين.
وتنصح “علو” بأن يلجأ المعاتب إلى طريقة لطيفة وودية، واعتماد أسلوب نقاش هادئ ومحبب، دون أن يُقحم نفسه بالتدخل ومراقبة الآخرين، أو إملاء التعليمات والنصائح، والتي قد يعتبرها الطرف الآخر تدخلًا في خصوصياته، وتحكمًا في حياته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى