توقعات بوقف إطلاق نار قريب في إدلب وتفاهمات جديدة

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

أربعة أشهر من الحملة العسكرية التي يشنّها النظام والطيران الحربيّ الروسي بالشمال السوري، لم تحرز تقدماً على الأرض بحجم القوة الكبيرة التي حشدت لها رغم قتل مئات المدنيين وتدمير مدن وبلدات وتهجير نحو 700 ألف من المناطق التي نفّذت فيها روسيا آلاف الغارات الجوية، وذلك بسبب صمود فصائل المعارضة والدعم الذي تلقته من تركيا.

وعكست تطورات الشمال السوري ميدانياً استعصاءً في تغيير المعادلات ومن ضمنها اتفاق سوتشي الروسي التركي، والذي لم يلتزم به النظام وروسيا، ما يشير بنظر مراقبين إلى احتمال إعادة صياغة تفاهمات جديدة، ولا سيما في ضوء لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، كذلك اللقاء بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين، على هامش قمة العشرين المنعقدة حالياً في أوساكا، في حين أكد محللون لراديو الكل أن فشل النظام وروسيا في إحراز تقدم سيدفع نحو التهدئة ووقف إطلاق النار.

وقال المحلل السياسي الدكتور مأمون سيد عيسى: إنه بعد فشل النظام الذي أدخل جميع إمكاناته في المعارك في إدلب بدعم من الطيران الحربيّ الروسي وصمود الفصائل على الأرض والدعم التركي الذي تلقّته سيكون هناك تفاهمات جديدة، في ضوء التوجه الدولي والضغط الأمريكي:

وتولي تركيا أهميةً كبيرةً لشمالي سوريا؛ لما يشكّله من عمق استراتيجي لها، وارتباطه بملفّ التنظيمات الإرهابية وتأثيره في الأمن القوميّ التركي، إضافة إلى التخوف من كارثة إنسانية، وضمان عدم تدفق لاجئين.

ورأى الدكتور عيسى، أنه من غير المسموح من جانب تركيا والولايات المتحدة سقوط إدلب، وأن اللقاء بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين سينعكس على الأرض باتجاه العودة إلى مسار جنيف، ولا سيما في ضوء الأنباء التي تحدثت بأن الرئيس ترامب طلب من نظيره الروسي التهدئة في إدلب:

وقال المحلل العسكريّ الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة: إن الصمود الكبير لفصائل المعارضة بدعم من تركيا، أفشل محاولات النظام بالتقدم رغم الحشود الكبيرة ودعم الطيران الحربيّ الروسي، وهو ما يوجّه رسالةً للروس أنّه لا تنازلات بخصوص إدلب:

ويسعى النظام للسيطرة على جبهتي تل ملح وجبّين والوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، إلا أن صمود فصائل المعارضة والدعم الذي تتلقّاه من تركيا، والتي تعرضت نقطة المراقبة التابعة لها في شير مغار المتاخمة للمنطقة لاستهداف من مدفعية النظام، وهو ما لقي رداً تركياً على مواقعه. 

وأكد العقيد أحمد حمادة، أن قوات النظام تكبّدت خلال معارك الشمال خسائر بشريةً كبيرة، في حين سيطرت فصائل المعارضة على بلدتي تل ملح والجبّين اللتين تحملان أهميةً استراتيجيةً لأنّ السيطرة عليهما تعني السيطرة نارياً على مناطق واسعة في المنطقة:

ودفعت تركيا بتعزيزات إضافية إلى نقاط المراقبة، ما يعكس بنظر مراقبين إصرارها على البقاء في شمالي إدلب، ودعم فصائل المعارضة، والتصدي لقوات النظام، ورسائل لروسيا بأنها لن تقدم تنازلات بخصوص إدلب. ولكن قد يعمد النظام إلى التصعيد باستهداف نقاط المراقبة بدعم من إيران لتخريب أيّ تهدئة أو تفاهمات جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى