الطيران الإسرائيلي يبدأ بترجمة نتائج لقاء القدس باستهداف مواقع إيران في سوريا

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

غداة انتهاء لقاء القدس لمستشاري الأمن في كل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، نفّذ الطيران الإسرائيلي غارات على مواقع إيرانية في سوريا هي الأوسع والأكثر كثافة وأكثر إيلاماً، في خطوة ينظر إليها على أنها بداية تصعيد جديد ضد الوجود الإيراني في سوريا بمباركة أمريكية وقبول من جانب روسيا.

وشنّ الطيران الإسرائيلي، فجر اليوم، عدة غارات على مواقع للنظام في عدة مناطق في ريف دمشق وحمص، تتمركز فيها ميلشيات تابعة لإيران وتضمّ قواعد للحرس الثوري الإيراني، في حين تحدثت وسائل إعلام النظام عن مقتل أربعة أشخاص من جراء القصف وإصابة واحد وعشرين شخصاً بجروح، بينما لحقت أضرار بعدد من المنازل من جراء القصف على مناطق الكسوة وصحنايا والزبداني في ريف دمشق، كما اشتعلت النيران في مركز عسكريّ للبحوث ومطار عسكري في ريف حمص.

وقال المحلل السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي: إن الغارات الإسرائيلية فجر اليوم تعكس إصراراً إسرائيلياً أمريكياً وقبولاً روسياً باستهداف إيران، متوقعاً ازدياد حدة التصعيد الذي يندرج في إطار الضغوط الأمريكية على إيران.

ورأى ملاحفجي، أن ما بعد لقاء القدس ليس كما قبله، مشيراً إلى أن نتائج الغارة هي كبيرة، وما تحدث به إعلام النظام ليس موضع ثقة،  مشيراً إلى أن إيران ليس بمستطاعها الردّ على الغارات الإسرائيلية على مواقعها في ضوء التحذيرات الأمريكية، بينما النظام هو عاجز عن الرد: 

وقال: إن ايران غير مرغوب فيها إقليمياً، في حين أن مؤسسات النظام بمجملها مرتبطة بالروس وليس بالإيرانيين باستثناء فرقة ماهر الأسد وبعض العناصر الأخرى ما يعني صعوبة استمرار نفوذها في المنطقة:

وأكد المحلل الاستراتيجي اللواء “محمود علي”، أن الغارات بدأت منذ زمن ولن تتوقف هذه المرة، مشيراً إلى أنها جزء من ضغوط غربية على إيران:

وقال اللواء محمود علي: إن هناك تنسيقاً إسرائيلياً روسياً ولا سيما في ضوء لقاء القدس الثلاثي: 

ووجّهت ايران خلال الأشهر الماضية رسائل اتهام متعددة لروسيا بالتواطؤ مع أمريكا، وقال بهروز بنيادي النائب البرلماني الإيراني: إنّ روسيا ليست صديقاً موثوقاً لبلاده، وإنها ونظام الأسد سيضحّيان بإيران من أجل مصالحهما، في حين قال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني “حشمت الله فلاحت بيشه”: إن روسيا تقوم بتعطيل أنظمة الدفاع الجوي الروسیة S-300 المنتشرة في سوریا خلال الغارات.

وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الغارات، بينما كتب المحلل السياسي إيدي كوهين في صفحته على فيس بوك ساخراً: احتفظوا بحق الرد حتى أربعين سنةً قادمة، ونشر صوراً للغارات الإسرائيلية كتب تحتها “المواقع الإيرانية في دمشق الآن”.

وتحدث مراقبون، أنّ إسرائيل قفزت بعد سنوات الصراع في سوريا لتخطف نصراً استراتيجياً لا يقدّر بثمن، ولتؤكد أنه لا بد لها أن توافق على أي تسويات نهائية لهذه الأزمة، وهو ما تؤكده واشنطن أيضاً، والتي أدركت أن عليها تضييق سقف طلباتها في سوريا لصالح مطالب إسرائيل، وأن البعد الإيراني في هذه الأزمة ربما يكون أحد أبعاد تسويات الملفّ الإيراني ذاته، أياً كانت التنازلات المطلوبة، ولتؤكد روسيا أنها اللاعب الأساسي في المباراة السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى