بيدرسون في موسكو وتوجه دولي وإقليمي للحل السياسي

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

بدأ المبعوث الأممي الخاصّ إلى سوريا، غير بيدرسن، زيارةً إلى موسكو اليوم يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب ما أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، الذي أضاف أن “تشكيل لجنة صياغة الدستور على وشك الانتهاء، باستثناء تفاصيل قليلة، وأن هناك “استعدادات لأن تبدأ اللجنة عملها بأسرع ما يمكن، ومن المهم تنسيق التفاصيل الباقية، ونحن قريبون من ذلك”.

وتأتي زيارة المبعوث الأممي “غير بيدرسون” إلى موسكو، في ظلّ حراك دبلوماسي إقليمي ودولي تشهده القضية السورية، بالتزامن مع تطورات ميدانية في الشمال وما حملته من فشل لروسيا والنظام من إحراز تقدم، ومن أبرز وجوهه: اجتماع المجموعة الدولية المصغرة في باريس بمشاركة المبعوث الأمريكي الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري، الذي تركز بلاده على تفعيل مسار جنيف، وكذلك قبيل انعقاد قمة لضامني أستانة سيعقبها لقاء قمة رباعي يجمع تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.

وقال الكاتب والمحلل السياسي محمود عثمان: إن أستانة استنفدت شروطها وفرصها ووصلت إلى طريق مسدود، في حين فشل الروس والنظام في إحراز تقدم، ولذلك جاء التحرك الإقليمي والدولي لتحريك العملية السياسية:

وأكد المبعوث الأمريكي الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري، أن نظام الأسد لم ينتصر بعد، وأن هناك نحو 40% من الأراضي خارج سيطرته.

وقال عثمان: إن تصريحات جيفري هي رسالة للروس بالدرجة الأساسية بعد عدة محاولات فاشلة لفرض الحلّ العسكري، مشيراً إلى المناطق التي يوجد فيها النظام ويشاركه في السيطرة عليها ايران وروسيا:

ورأى الكاتب عثمان، أن الحلّ العسكري فشل في سوريا ولا سيما في إدلب، وأن جميع القوى المتدخلة في سوريا تفعل فرصتها  بغض النظر عن مصالح السوريين، ولم يعد بسهولة تغيير الواقع الحالي:

وقال عثمان: إن الروس رفعوا السقف من خلال اعتمادهم الحلّ العسكري، وتعطيل الحلّ السياسي من خلال تقاسم الأدوار مع النظام، مشيراً إلى أن مسألة الأسماء الستة المختلف عليها في قائمة اللجنة الدستورية الثالثة، تم استخدامها لتعطيل المسار السياسي، والآن يريدون العودة إلى المسار السياسي:

وتحدثت روسيا والمبعوث الأممي عن الاقتراب من التوصل إلى الانتهاء من تشكيل لجنة صياغة الدستور، في حين لوّحت الولايات المتحدة وفرنسا من خلال مندوبيهما في الأمم المتحدة بوجوب البحث عن مداخل أخرى للحل بعد فشل تشكيل اللجنة الدستورية.  

ورأى عثمان، أن اللجنة الدستورية وحدها لا تعني الكثير، وأن الأمريكيين يريدون العملية السياسية بشكل متكامل وتغيير سياسيّ حقيقي وفعلي للنظام، واستراتيجيتهم تمحورت حول وصول الروس إلى طريق مسدود في سوريا، في حين عمل الروس على حل سياسي بتطعيم حكومة النظام ببعض أطراف المعارضة:

وأعطى نائب رئيس أكاديمية علوم الصواريخ والمدفعية لشؤون السياسة الإعلامية في روسيا “قسطنطين سيفكوف” تقويماً للأوضاع الحالية في سوريا؛ أشار فيه إلى أن الوضع في سوريا وصل إلى طريق مسدود، وأيّ محاولة لتغيير الحدود الحالية بين المناطق بالقوة محفوفة بخطر مواجهة عسكرية مباشرة على الأراضي السورية بين قوات الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية، مضيفاً أنّ روسيا هي الطرف الأجنبي الوحيد في النزاع، المهتمّ -موضوعياً- بإنهائه بسرعة. وعليه، يتعين علينا البحث عن طرق لتحقيق ذلك، وينبغي أن تكون تدابير سياسيةً حصراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى