وزير الخارجية العماني في دمشق.. ورسائل حول الوجود الإيراني والتطبيع

راديو الكل ـ تقرير

التقى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في دمشق بشار الأسد خلال زيارة ربطتها مصادر دبلوماسية عربية بالتوتر بين الولايات المتحدة وايران من خلال رغبة واشنطن أن تشمل الوساطة العمانية انسحاباً إيرانياً من الأراضي السورية أو التوصل إلى ترتيبات ترضي إسرائيل، في حين أشارت مصادر صحفية إلى أن الزيارة مرتبطة بالتطبيع بين العرب والنظام بعد أن توقف بسبب طلب الولايات المتحدة من الدول الخليجية ربط التطبيع بالحل السياسي في سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، التقى أمس  الأحد، رأس النظام بشار الأسد، خلال زيارة يقوم بها إلى دمشق وهي الثانية منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، بعد زيارة أولى قام بها في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وأشارت الوكالة، إلى أنه جرى خلال اجتماع بن علوي والأسد “بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، وتعزيز المساعي الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وبحسب مصادر صحفية، فإن زيارة الوزير العماني في هذا التوقيت تبدو مستغربةً خاصةً مع تراجع الأحاديث المسرّبة عن استئناف التطبيع بين الدول العربية والنظام، والتي توقفت بعد أن كانت أخذت زخماً كبيراً بافتتاح سفاريتي البحرين والإمارات، ولقاء وزير الخارجية البحريني مع وليد المعلم، وزيارة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير إلى دمشق، وذلك بعد أن تدخلت الولايات المتحدة ومنعت الدول الخليجية من تطبيع العلاقات مع النظام .

 وربطت مصادر دبلوماسية عربية زيارة الوزير العماني بوساطة تقوم بها سلطنة عمان من أجل تجنب حرب أمريكية – إيرانية في الخليج تكون لها انعكاسات في غاية الخطورة على مستقبل المنطقة، مشيرة إلى أن إدخال نظام بشار الأسد في الوساطة العمانية يشير إلى رغبة في أن تشمل الوساطة انسحاباً إيرانياً من الأراضي السورية أو التوصل إلى ترتيبات ترضي إسرائيل التي تمتلك نفوذاً لدى واشنطن. وذكرت أن الوساطة العمانية تأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل التي يمكن في حال الاستجابة لها تليين الموقف الأمريكي من إيران.

وكانت مسألة الوجود الإيراني في سوريا محور لقاء القدس لمستشاري الأمن القومي في إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، الذي وصف بأنه لقاء تاريخي وغير مسبوق وأرسى الأسس لبحث أمريكيّ روسيّ في طريقة معالجة واحدة من أكبر الأزمات التي عرفها العالم، ومنح إسرائيل مكانةً خرجت من السرية إلى العلنية بالنسبة لدورها في القضية السورية وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وسلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع النظام كما فعلت باقي الدول الخليجية، إذ تلعب عمان التي تربطها علاقات جيدة مع إيران دور الوسيط المفضّل بالنسبة إلى طهران في الأزمة الإيرانية الأمريكية المتصاعدة.

وزار وزير الخارجية العماني طهران الشهر الماضي في خضمّ التوتر بين واشنطن وطهران، رجّحت مصادر دبلوماسية غربية أن تكون الزيارة محاولةً لتهدئة التوتر ونقل رسالة تحذير أمريكية مفادها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جادّ في مواجهة الأنشطة الإيرانية التخريبية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى