ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

إن بشار الأسد تمكن من البقاء في السلطة باستخدام العنف والإرهاب، كما فاز في حرب الدعاية بطريقة ترضي أصحاب الرأي الذين تناسوا بسهولة كلّ الجرائم التي ارتكبها حتى قبل الحرب الأهلية كما يقول السفير الفرنسي السابق في دمشق ميشيل دوكلو في مقابلة مع صحيفة لوموند. وفي موقع جيرون كتبت هوازن خداج مقالاً تحت عنوان “إيران واللعب بالنار خارج أرضها”. ومن جهته نشر موقع معهد الشرق الأوسط الأمريكي للأبحاث تقريراً تحت عنوان “النظام مهدّد بفقدان درعا”.

وقال السفير الفرنسي السابق في دمشق ميشيل دوكلو في مقابلة مع صحيفة لوموند إن بشار الأسد تمكن من البقاء في السلطة باستخدام العنف والإرهاب، كما فاز في حرب الدعاية بطريقة ترضي أصحاب الرأي الذين تناسوا بسهولة كلّ الجرائم التي ارتكبها حتى قبل الحرب الأهلية.

وأضاف السفير دوكلو -وهو صاحب كتاب “ليل سوريا الطويل”- أن “النظام لن يتغير ما دام يعتقد أنه كسب الحرب”، منبّهاً إلى أن الحرب السورية بالنسبة للغرب تشبه الحرب الأهلية الإسبانية.

ورداً على السؤال: لماذا لم يتزعزع النظام، في حين جرفت موجة “الربيع العربي” ابن علي من تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا؟.. قال دوكلو: إن السبب الأول هو طبيعة النظام الذي أسّسه حافظ الأسد عام 1970 والذي يقوم هيكلياً على أقلية، لأنه يعتمد على الطائفة العلوية ويضمن الاستمرار عن طريق العنف والإرهاب.

والسبب الثاني: أن بشار الأسد في مواجهة التحدي اختار التوجه إلى أقصى حدود العنف ضد المظاهرات الأولى في درعا عام 2011، مما أدى إلى حمام دم لوقف الثورة التي تم إعلانها، وكانت فرصته الكبيرة هي اندلاع التمرد في وقت سئم فيه الرأي العامّ الغربي وصناع القرار -خاصة في الولايات المتحدة- من التدخل الخارجي، وترك المجال مفتوحاً لروسيا بوتين.

وفي موقع جيرون كتبت هوازن خداج تحت عنوان “إيران واللعب بالنار خارج أرضها”.. مع توجّه الأنظار نحو إيران في ملفّي النووي، والوجود الميلشياوي الموزّع بين سوريا والعراق ولبنان واليمن، شهد الملفّ السوري -بأزماته الكثيرة- تراجعاً ملحوظاً في سياق الأحداث الدولية.

الدخول في مجريات الحدث السوري وتقزيمه واختزاله، وتحويل الأنظار من جهة إلى أخرى، يظهر للوهلة الأولى كأننا نشاهد مسرحيةً متعددة الفصول، مع فارق أنّ ما عاشه ويعيشه السوريون هو فصل واحد في دمويّته ودماره، فهذا الواقع المضني الذي مضى عليه أكثر من ثماني سنوات لم يتغيّر، مع أنّ الأمور تغيّرت كثيراً. فما كان يسمّى ثورةً تراجع في منظور الجهات الدولية، ولم يعد متوافقاً مع التقديرات العامة للحدث السوري، ومن كانت تسمى معارضةً متفقاً عليها، ويمكن التفاوض والترتيب معها، أثبتت بتشتتها أنها بعيدة من امتلاك أيّ ثقل على الصعيد الدولي أو الداخلي، لرسم مسار للبدايات لتحريك الشارع من جديد، بينما لم يعد النظام سيد قراره، وصار يعتمد -لحسم أيّ موقف- على داعمين خارجيّين هما (إيران وروسيا) اللتان تبدو الشراكة والتكامل بينهما غير محقّقة، في ظل التطورات الدولية الأخيرة، وحالة التصعيد ضد إيران والميول الروسية المعلنة نحو إخراجها من الأرض السورية.

ومن جهته نشر موقع معهد الشرق الأوسط الأمريكي للأبحاث تقريراً تحت عنوان “النظام مهدّد بفقدان درعا”.. إن نظام الأسد تواجه خطر فقدان السيطرة على درعا بسبب العمليات التي يشنها مسلحون مجهولون خلال الأشهر الثلاثة الماضية إذ تسبّبت الاغتيالات، والهجمات المتكررة على الحواجز، والحرائق المفتعلة، والاشتباكات المتقطعة، في إحداث فوضى تنذر بعودة الصراع من جديد إلى المنطقة.

وإلى الآن، لا يبدو أن درعا انتقلت إلى حالة “ما بعد الصراع”، ويبدو بموجب الأحداث التي تمرّ بها أنها ذاهبة إلى مسار تصادمي. وفي الوقت نفسه يواجه النظام فيها تحديات كبيرة، بسبب عجزه عن السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي كانت سابقاً تحت سيطرة الفصائل، وحتى وإن سعى للسيطرة، فسيكون لذلك تبعات خطيرة، إن لم يتعامل معها بحذر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى