الشمال السوري يتجه إلى الهدوء بعد أكثر من خمسة أشهر من القصف

راديو الكل – خاص

توقعت مصادر عسكرية، عودة الهدوء إلى الشمال السوري بعد فشل قوات النظام وروسيا في التقدم على عدة محاور، ضمن الحملة التي يشنونها منذ شباط الماضي.

وقال الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش السوري الحر العميد الركن “أحمد بري” لراديو الكل، إن الأمور في الشمال السوري تتجه إلى الهدوء بعد فترة قريبة بسبب فشل قوات النظام وروسيا وإيران في التقدم والسيطرة على عدة محاور في أرياف إدلب وحماة واللاذقية الشمالي.

وأضاف بري، أن النظام والميلشيات المساندة لها استخدمت جميع أنواع الأسلحة لقتل المدنيين، مشيراً إلى أن تلك القوات فشلت فشلاً ذريعاً في التقدم.

وأوضح أن قوات النظام بدأت عملياتها العسكرية منذ أكثر من شهرين من قلعة المضيق وقرية الكراكات بريف حماة الغربي واتجهت نحو سهل الغاب لأهميته العسكرية لعزله والوصول إلى مدينة جسر الشغور الاستراتيجية وإدلب لقضم مناطق واقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.

وقبل شهرين، سيطرت قوات النظام على قلعة المضيق التي تعد بوابة سهل الغاب الجنوبية، وتعد إحدى خواصر جبل شحشبو، وامتداداً لجبل الزاوية في الجزء الشمالي الغربي من مدينة حماة. وهي ملاصقة لمدينة السقيلبية.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب “ناجي مصطفى”، في تصريح لـ راديو الكل: “إن قرية الحماميات وتلّتها -التي سيطرت عليها الفصائل- لها أهمية استراتيجية كبيرة، فتلة الحماميات تطل على جميع خطوط الإمداد لقوات النظام الموجودة في مناطق ريف حماة الغربي (كفرنبودة وكرناز والمغير)”.

وأضاف المصطفى، أن فصائل المعارضة استولت على أسلحة وذخائر وعربة شيلكا ودبابة وبعض الآليات العسكرية، مشيراً إلى استمرار المعارك في محاولة من قوات النظام استعادة ما خسرته، وسط قصف جوي روسي مكثّف على محاور الاشتباك.

وأوضح أن محور الحماميات مهم وتعدّه الفصائل مفتاح المنطقة للتقدم فيها على مواقع النظام، مؤكداً أن الفصائل انتقلت من الهجوم إلى الدفاع بعد السيطرة على (تل ملح والجبين).

غارات مكثفة

كثفت قوات النظام قصفها على مناطق عدة في أرياف إدلب وحماة واللاذقية، وقال مدير الدائرة الإعلامية في الدفاع المدني بإدلب “أحمد شيخو”: إن عدد الغارات وصل إلى أكثر من 150 طلعة جوية وقذائف مدفعية وهاون خلال 24 الساعة الماضية، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات في صفوف المدنيين.

ووثق فريق “منسقو استجابة سوريا”، مقتل 912 مدنياً، من بينهم 258 طفلاً، ونزوح نحو 635 ألف نسمة، من جراء الحملة التي تشنها قوات النظام وميلشياتها والطيران الروسي، على مناطق بشمال غربي سوريا منذ شباط الماضي.

تعزيزات تركية إلى الحدود

وتواصل تركيا إرسالها مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى وحداتها المرابطة على حدودها مع سوريا، بشكل يومي، وذلك بحسب وكالة الأناضول، التي أشارت إلى وصول دفعة جديدة من الآليات العسكرية إلى ولاية شانلي أورفا المتاخمة لسوريا؛ بهدف تعزيز قدرات الوحدات العسكرية التركية العاملة قرب الحدود.

سياسياً

كشفت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها، أن أمريكا وروسيا اتفقتا على السماح للجيش الأمريكي بتوجيه ما وصفته الصحيفة بـ “ضربات جراحية” في إدلب تستهدف قيادات ومقرّبين من هيئة تحرير الشام، مقابل اتخاذ روسيا إجراءات لتحجيم دور إيران في مؤسسات النظام العسكرية والأمنية.

وحدد المبعوث الأمريكي الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري، نجاح بلاده في سوريا بتحقيق جملة من الأهداف تشمل: وقف النظام للعمليات القمعية وتهديد الدول المجاورة، وإنهاء تهديد الأسلحة الكيميائية، وعودة اللاجئين، وإخراج إيران إضافة إلى محاربة الإرهاب والقضاء على داعش.

وتواصل موسكو وأنقرة العمل لتنفيذ اتفاق خفض التصعيد في إدلب عبر تجنب هجوم شامل من قوات النظام على الشمال السوري، وعزل المتطرفين بإجراءات متفاهم عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى