“بلاك ووتر” قد تحل مكان القوات الأمريكية في سوريا

راديو الكل ـ تقرير

اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتخطيط لتعزيز شركات عسكرية خاصة تعمل في شمالي سوريا، وسط تقلص تعداد القوات الأمريكية في البلاد، مشيرة إلى أن عدد عناصر هذه الشركات يفوق أربعة آلاف شخص مع وصول 540 شخصاً، من بينهم 70 قائداً ومدرباً، إلى سوريا في النصف الثاني من شهر حزيران الماضي، بينما لمحت شركة بلاك ووتر إلى إمكانية وجودها في سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إن المهامّ الرئيسة للشركات العسكرية الخاصة تتلخص في إعداد فصائل مسلحة موالية لواشنطن، وحراسة منشآت النفط والغاز، وضمان الأمن، مضيفةً أن الإشراف على نشاطات هذه الشركات يعود إلى القيادة المركزية الموحدة للقوات المسلحة الأمريكية.

وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحفي، أن قيادة القوات المسلحة الأمريكية، فيما يتعلق بالتقليص المزمع لوحداتها العسكرية في سوريا، تتصرف بشكل غريب، أيْ أنها تزيد من عدد مجنّدي الشركات العسكرية الخاصة في الشمال والشمال الشرقي من سوريا.

وعلى صعيد متصل، أعلن مؤسس شركة بلاك ووتر العسكرية الأمنية الخاصة، أن الشركات العسكرية الخاصة المتعاقدة مع الجيش، يمكنها الوجود في سوريا، بعد إتمام انسحاب الجيش الأمريكي هناك.

وأوضح إريك برنس، مؤسس بلاك ووتر التي تعرف حالياً باسم أكاديمي، بحسب ما ذكرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن المتعاقدين الخاصّين قد يحمون مصالح الولايات المتحدة ويواجهون الخطر الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.

وإلى جانب ما تقول روسيا: إنها شركات أمنية أمريكية خاصة تنشط في سوريا، توجد شركات روسية مماثلة من أبرزها شركة فاغنر، التي تعمل لدعم النظام في سوريا منذ سنوات، وتقوم بمهامّ خاصة ومن أبرزها كان محاولة التقدم التي قامت بها في حقل العمر بدير الزور بهدف السيطرة عليه.

وبحسب ما أفاد به قائد ميلشيا روسي لقناة فرانس 24، فإن الدافع وراء التحاق المرتزقة الروس بالقتال إلى جانب النظام، هو الدفاع عن مصالح الحكومة الروسية التي لا تستطيع استخدام جيشها النظامي علناً وعلى نطاق واسع، ومن بين تلك المصالح السيطرة على موارد النفط في سوريا، معترفاً بمقتل 150 من هؤلاء المرتزقة خلال محاولتهم السيطرة على حقل العمر.

وقال قائد الميلشيا الروسي: إن هدف المقاتلين الروس الذين تجنّدهم شركة فاغنر العسكرية الخاصة بتنظيم عمل المرتزقة، هو المكاسب المالية، بالإضافة إلى سيطرة روسيا على سوق كبير جداً من الموارد النفطية وللوصول إلى ذلك هذا جيد لنا.

وبحسب وسائل إعلام من بينها رويترز وموقع إنفورم نابالم الأوكراني، فإن شركة “فاغنر” هي العنوان العريض للوجود الروسيّ السريّ في أغلب بؤر التوتر في العالم، وهي ‏ميلشيا مسلحة سرية تعمل بعيداً عن رقابة الحكومة والبرلمان الروسيّين، وترتبط بأوامر ‏رئيسها الفعلي، وهو يفغيني بريغوجين، الطباخ الشخصيّ السابق للرئيس الروسي، فلاديمير ‏بوتين، والذي تتهمه واشنطن بتمويل التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية‎.

ولا تعترف الروسية بالمرتزقة الروس  الذين يرسلون للقتال إلى جانب النظام، في الآونة الأخيرة أعلن الكولونيل الجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف، أن نحو اثنتي عشْرة منظمةً روسية لقدامى المحاربين تخطط للطلب من المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا ومقرّها لاهاي التحقيق في تجنيد المرتزقة الروس. مؤكداً أنه يعرف العشرات من الأشخاص الذين شاركوا في مثل هذه المهام.

وكان يفغيني شاباييف وضابطان متقاعدان آخران هما ليونيد إيفاشوف وفلاديمير بيتروف أصدروا بياناً طالبوا الكرملين بالاعتراف بالمرتزقة الذين يتم إرسالهم للقتال إلى جانب النظام، وذلك من أجل ضمان حصولهم مع أسرهم على مزايا مالية وطبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى