ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

إذا كانت أوساط في حملة الأمعاء الخاوية، ترى أنه من الصعب، إحداث تحول في الموقف من الحرب على إدلب، فإنها تجزم بأهمية هذه الحملة؛ إذ إنها تعيد القضية السورية إلى أوساط الرأي العام الدولي كما يقول فايز سارة في الشرق الأوسط. وفي الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدر خان مقالاً تحت عنوان “روسيا وتجاذباتها السورية مع تركيا وإيران”. ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً تحت عنوان “السوريون محاصرون أكثر من أي وقت مضى بينما يشيح العالم بوجهه عنهم”.

وفي الشرق الأوسط كتب فايز سارة تحت عنوان “أمعاء خاوية في مواجهة الدم”.. دخل بريتا حاج حسين الشهر الثاني من إضرابه المفتوح عن الطعام محتجاً على الموقف من الحرب الثلاثية التي يشنّها تحالف إيران وروسيا ونظام الأسد على سكان إدلب ومحيطها منذ شهرين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم في مواجهة الحرب، مؤكداً ضرورة وقفها، وقد قتلت مئات السوريين ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ، ودمّرت إمكاناتهم وقدراتهم المحدودة على الحياة، بعد أكثر من ثماني سنوات ونصف من حرب استنزاف.

وإذا كانت أوساط في حملة الأمعاء الخاوية، ترى أنه من الصعب، إحداث تحول في الموقف من الحرب على إدلب، فإنها تجزم بأهمية هذه الحملة؛ إذ إنها تعيد القضية السورية إلى أوساط الرأي العامّ الدولي عبر التواصل مع الشخصيات والحكومات والهيئات المختلفة، وتماسّها المباشر مع الجمهور، وعبر علاقتها بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والأهمّ من ذلك أنها تعيد ترتيب علاقات السوريين ببعضهم، وتعيد الألق إلى النشاط المدني الذي أطلقه السوريون في بداية ثورتهم ضد نظام الأسد.

في الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “روسيا وتجاذباتها السورية مع تركيا وإيران”.. لن تكون أجواء اجتماع استانة/ نور سلطان مطلع الشهر المقبل على ما ترومه روسيا مع شريكتيها تركيا وإيران، وإن حافظت الدول الثلاث على مظاهر التوافق ففي الاجتماع السابق كان التوتّر الروسي – التركي بلغ درجةً حرجة، مع تكاثر مآخذ موسكو على “عدم التزام” أنقرة بتعهّداتها في الاتفاق على ترتيب الأوضاع في إدلب.

هذه المرّة لا يقتصر الأمر على مجرّد مآخذ، فالروس والأتراك يتواجهون عسكرياً لكن بالوكالة في شمال غربيّ سوريا، ولم تعد فصائل إدلب متربّصةً ببعضها بعضاً بل مقاتلةً معاً ضد قوات النظام أو بالأحرى ضد الفيلق الخامس الذي أنشأه الروس واعتمدوه، لكنّ النظام لا يعتبره من صلبه. ونظراً الى الهزائم التي تعرض لها “الفيلق” اضطر الروس إلى رفده بمقاتلين مما تسمّى بـ “مناطق المصالحات” (خصوصاً درعا ومحيطها)، وقد قتل عدد كبير من هؤلاء لأن “الفيلق” وضعهم في الخط الأول للقتال تخفيفاً لخسائره، وحين انكشف ذلك بدأت تسجّل انشقاقات في صفوف هؤلاء.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً تحت عنوان “السوريون محاصرون أكثر من أي وقت مضى بينما يشيح العالم بوجهه عنهم”.. العالم يتفرج على القتل والدمار في إدلب، ويبدو أنه لن يفعل ما هو مطلوب، وأن العملية الدبلوماسية الطويلة الأمد والتي بادرت بها الأمم المتحدة في جنيف بدعم من واشنطن لإيجاد حلّ سياسيّ للصراع السوري تحتضر الآن، وسوف تستأنف مجموعةً منفصلةً من المحادثات تضم روسيا وتركيا وإيران في أوائل آب/ أغسطس، لكن يبدو أن هذه المحادثات أيضاً ستؤكد التعقيد الجيوسياسي الذي يعوّق فرص سوريا في السلام.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى مجلس الشؤون الدولية الروسي أليكسي خليبنيكوف قوله: إنه على الرغم من أن روسيا وتركيا تعملان حالياً على قضية إدلب ويناقشان العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، لكنّ أياً منهما مستعدّ لاتخاذ إجراء حاسم من جانب واحد لكسر الوضع الراهن القائم. الأسئلة الرئيسة الآن هي: إلى متى ستصبر روسيا على إدلب؟ وإلى أي مدىً يمكن أن تمضي تركيا ضد المصالح الأمريكية في سوريا؟ وما هي خطة واشنطن السياسية لأجل سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى