ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

القرب من سوريا عذاب والبعد عنها عذاب، وفي النتيجة: لا أحد يبالي بالمأساة السورية كما تقول الكاتبة السورية هيفاء بيطار في مقال في صحيفة الحياة اللندنية. من جانبها نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالاً تحت عنوان “المنافسة الآن في سوريا سياسية”. ومن جانبها تحدثت صحيفة صاندي ميرور عن أن السلطات البريطانية تحقق في شبهة ضلوع روسيا في عملية احتجاز طهران ناقلة النفط البريطانية “ستينا إمبيرو” في مضيق هرمز قبل عدة أيام.

وفي الحياة اللندنية كتبت هيفاء بيطار تحت عنوان “لا أعرف كيف ستتم إعادة إعمار بلد مقسّم ومشرذم، نزح ثلث سكانه ولا أمل لهم بالعودة!”.. والحقيقة أنّ من يعيش في الداخل السوري، يعاني الفقر والذل . ويكفي التفرج على الازدحام على أبواب الأفران، يكفي تأمل جموع الموظفين يقفون تحت لهيب الشمس الحارقة والبرد القارس أمام أجهزة الصرّاف الآلي (المعطّلة بمعظمها) ليقبضوا ما يمكن وصفه بـ “راتب الاحتقار” نحو 30 ألف ليرة سورية وهو راتب موظف في الدولة.

وأضافت: يكفي إذلال الكتّاب الذين يعيشون في الداخل السوري بمنعهم من السفر واستدعائهم بشكل دائم إلى فروع الأمن، وأنا واحدة منهم كما تقول هيفاء بيطار التي تضيف.. عندما راجعت الأمن العسكري بسبب مقال كتبته أخيراً، وجدتني أنفجر في وجه الضابط الذي يحقق معي وقلت له: “أنا قررت العيش في الداخل لأكون إلى جانب شعبي وشاهدةً مخلصة… عليك أن تحقق مع أولئك الذين يستلمون الحواجز الأمنية بدءاً من “معبر العريضة” على الحدود السورية – اللبنانية وحتى اللاذقية، وعدد هذه الحواجز يفوق الأربعة عشر حاجزاً، وكلّ عناصرها يرتشون. فأجابني ذاك الضابط قائلاً: “ليكن صدرك واسعاً واعذريهم ففي رقبة كلّ واحد منهم عائلة!”. تصوروا جواب من يتبجّحون بمحاربة الفساد. فعلاً القرب من سوريا عذاب والبعد عنها عذاب. وفي النتيجة: لا أحد يبالي بالمأساة السورية.

من جانبها كتبت صحيفة جيروزاليم بوست تحت عنوان “المنافسة الآن في سوريا سياسية”.. بعيداً عن الدخول في مرحلة إعادة الإعمار بعد الصراع وتجديد الحكم المركزي، فإنّ سوريا اليوم هي خليط من مجالات السيطرة المختلفة، وفي الواقع تشكل سوريا اليوم نموذجاً مصغراً موضحاً للحرب الباردة الإقليمية الكبرى الجارية ولكن مع استمرار العنف فإن المنافسة الرئيسة اليوم هي المنافسة السياسية.

وتضيف الصحيفة، أن حادثتين غير مسبوقين وقعا في الآونة الأخيرة في منطقة النظام، الأولى: هجوم على خطّ أنابيب الغاز الذي يربط بين حقول غاز الشاعر ومحطة معالجة إيبلا في 14 من تموز، والثانية: الهجوم على دورية للشرطة العسكرية الروسية في محافظة درعا باستخدام عبوة ناسفة.

كلا هاتين الحادثتين تعكسان زيادةً في الأسابيع الأخيرة في أعمال العنف في المناطق التي يفترض أنها هادئة من قبل النظام.

وتختم الصحيفة بالقول: إن الصورة العامة في سوريا في الوقت الحالي تتكوّن من خطوط مستقرة إلى حدّ ما بين مناطق السيطرة، والعنف الداخلي المستمرّ وعدم الاستقرار داخل كلّ منها.

من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن كلّ تحالف في المسابقة الاستراتيجية الحالية يهيمن على جزء من سوريا.

التوترات المباشرة تتصاعد الآن بين الولايات المتحدة وإيران، إذ إن مركز الاهتمام هو المجاري المائية الخليجية ويعدّ العراق نقطة احتكاك ثانوية.

ومن جهتها تحدثت صحيفة صاندي ميرور أنّ السلطات البريطانية تحقق في شبهة ضلوع روسيا في عملية احتجاز طهران ناقلة النفط البريطانية “ستينا إمبيرو” في مضيق هرمز قبل عدة أيام.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن مصادر أمنية، أن جهاز الاستخبارات البريطاني “مي-6” ومركز الاتصالات الحكومي يحققان فيما إذا كانت الناقلة قد وقعت في فخّ نصبته الاستخبارات الإيرانية من خلال إرسال بيانات مزيّفة حول إحداثيات السفينة في نظام التموضع العالمي (GPS)، وذلك باستخدام “تقنيات تجسس روسية”.

وبحسب الصحيفة، فإن الناقلة البريطانية وبسبب هذا الإيحاء الكاذب، كانت تعتقد خطأً أنها تبحر على بعد مسافة آمنة عن المياه الإيرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى