وفدان أمريكيان يلتقيان بالتزامن مسؤولين أتراك وقياديين من “سوريا الديمقراطية”

أنقرة ـ راديو الكل

أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على مواصلة بذل جهود مشتركة لإنشاء منطقة آمنة بمنطقة شرق الفرات في سوريا.

وقالت الوزارة التركية في بيان صدر عقب مباحثات أجراها وزير الدفاع خلوصي أكار مع وفد أمريكي برئاسة المبعوث الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري أمس الاثنين: إن الجانبين “بحثا إقامة منطقة آمنة شرق نهر الفرات، والأحداث الأخيرة في سوريا”.

وأضاف البيان، أن “الوفدين العسكريين للدولتين اتفقا على مواصلة بذل جهود مشتركة فيما يخص مسألة إقامة المنطقة الآمنة”.

واتفق الجانبان على تهئية الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

كما أعربت أنقرة خلال المباحثات عن قلقها إزاء مباحثات الأمريكيين مع ممثلي حزب العمال الكردستاني و “وحدات حماية الشعب”، بحسب البيان.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في وقت سابق، أن تركيا ستشن عملية عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً، بمنطقة شرق الفرات إن لم يتم إنشاء منطقة آمنة هناك.

وبالتزامن مع زيارة جيفري إلى أنقرة، التقى “كينيث ماكنزي” قائد القيادة الأمريكية الوسطى، أمس، بقيادات من قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.

وذكرت صحيفة يني شفق، أن ماكنزي والسفير ويليام روبك ممثلاً عن التحالف الدولي زاروا مناطق سيطرة منظمة “ي ب ك” الإرهابية في سوريا، والتقيا مظلوم عبدي الملقب بـ “شاهين جيلو” أحد قيادات “ي ب ك – بي كا كا” الإرهابية، والذي يشغل حالياً منصب القائد العام لـ قوات سوريا الديمقراطية.

وقال عبدي للصحفيين: “إن الاجتماع تمحور حول الأوضاع والتوتر الحالي على الحدود المشتركة بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وبين تركيا وسبل إيجاد حل لها”، بالإضافة إلى متابعة التنسيق المشترك في الحرب ضد “داعش” ومشكلات المخيمات ومعتقلي عناصر التنظيم الإرهابي.

وأضاف: “ناقشنا جدول الأعمال والمهام المشتركة بيننا وبين قوات التحالف في المرحلة المقبلة”، مشيراً إلى “تطابق وجهات النظر بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في معظم مواضيع النقاش”.

من جانبه، ذكر موقع المدن أن زيارة ماكنزي إلى منطقة عين عيسى، وهو أعلى قائد عسكري أمريكي في منطقة الشرق الأوسط، هدفت إلى وضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات العسكرية لـ “المنطقة الأمنية”، وأن هذه الترتيبات قطعت شوطاً طويلاً، وتتلخص ملامحها العامة بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة الحدودية، وسحب سلاحها الثقيل لمسافة أبعد، ونشر قوات عربية في المنطقة.

وشددت المصادر، على أن دخول أي قوات تركية، أو كردية من شمال العراق، أو الفصائل السورية المتحالفة مع أنقرة لن يكون ممكناً، وإن النقاشات تنصب الآن على عمق المنطقة المزمع إنشاؤها، والقوات التي ستشغلها.

وقال المحلل السياسي طه عودة أوغلو: إن هناك نوعاً من القبول الأمريكي في الآونة الأخيرة للموقف التركي، ومن أبرزها إبعاد الوحدات الكردية عن المنطقة الحدودية، واصفاً التصريحات التي تصدر عن قوات سوريا الديمقراطية  بالتهديد بالتصعيد، بأنها تعكس خيبة أمل.

وتكثفت التحركات الدبلوماسية التركية والأمريكية في الآونة الأخيرة بخصوص وضع ترتيبات للمنطقة الآمنة، وذلك بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد الماضي، أشار فيها إلى أن مسؤولين من الجانبين سيبحثون الملفّ السوري، ولا سيما المنطقة الآمنة التي ستصل إلى عمق يتراوح بين 30 و 40 كيلومتراً داخل الأراضي السورية انطلاقاً من الحدود التركية، لافتاً إلى تحضيرات تركية لعمليات في تل أبيض وتل رفعت شرق الفرات من أجل القضاء على الحزام الإرهابي وإعادة السكان الأصليين إلى مناطقهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى