تصعيد غير مسبوق في إدلب و”قلق” وصمت إقليميّ وعربيّ ودولي

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

شهدت الساعات الـ 24 الماضية تصعيداً في ريف إدلب الجنوبي غير مسبوق منذ الحملة العسكرية التي تشنّها روسيا والنظام على الشمال قبل نحو أربعة أشهر، إذ أدت الغارات الجوية إلى مقتل 55 مدنياً، بينما أجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو -الذي حمّل روسيا مسؤولية وقف هجمات النظام- أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي، وبحثا الأوضاع في إدلب بحسب مصادر تركيّة، في حين قالت روسيا : إن الاتصال تناول سير عملية التسوية السياسية وتنفيذ اتفاق سوتشي.

وارتفعت حصيلة غارات وقصف الطيران الحربي الروسي ومدفعية النظام على ريف إدلب الجنوبي خلال الـ 24 ساعةً الماضية إلى 55 قتيلاً مدنياً، وهي مرشحة للارتفاع بسبب الأوضاع الحرجة لعدد من الجرحى، بينما تزداد أوضاع الأهالي سوءاً بسبب استمرار التصعيد.

أكد الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت مدينة “معرة النعمان” بريف إدلب الجنوبي بأربع غارات، وتسبّبت بسقوط عدد كبير من المدنيين، مشيراً إلى أن الغارات ركزت على زيادة عدد الضحايا من خلال الضربات المزدوجة، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى قتل متطوّعينا وعمال الإنقاذ الإنسانيين والفرق الطبية.
ووصف الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي تصعيد الروس والنظام بأنه أعمال انتقامية بسبب فشلهم في تحقيق تقدم على الأرض رغم الحملة الشرسة المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر ويأتي عشية جولة جديدة من مفاوضات أستانة:


وقال: إن الروس والنظام يمارسون القتل على مرأىً من العالم المتواطئ مع هذه الجرائم:

وتزامن تصعيد روسيا والنظام في إدلب مع وجود المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري في أنقرة، بينما لم يصدر أيّ موقف أمريكيّ إزاء التطورات، في حين أبلغ الفاتيكان أمس النظام عن قلقه إزاء وضع المدنيين في إدلب، وأعلن المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة دايفيد سوانسون، أن منطقة إدلب “باتت سريعاً واحدةً من أخطر الأماكن في العالم حالياً بالنسبة إلى المدنيين والعاملين فيها”.
وقال النيفي: إن صمت الولايات المتحدة دليل على عدم مبالاتها في الشمال السوري، وإن تركيزها ينحصر في شرق الفرات، وإن تعبير القلق الذي تعبّر عنه الأمم المتحدة والفاتيكان وغيره هو تعبير مستفزّ للسوريين:


ورأى النيفي، أن تركيا ليس بمقدورها وقف العدوان الروسي على إدلب، مشيراً إلى أن الخلاف بين الجانبين هو أحد أسباب التصعيد، وقال: إن الروس بالأساس لم يكونوا راضين عن اتفاق سوتشي الذي وقّعوه بسبب ضغوط دولية، مشيراً إلى أن هدفهم هو تمكين النظام من السيطرة على الشمال السوري:


ويأتي التصعيد الأخير رغم كون المنطقة مشمولةً باتفاق روسيّ- تركي تم التوصل إليه في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، نصّ على وقف إطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يستكمل تنفيذه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى