نحو 500 محاولة.. لماذا يفشل النظام في السيطرة على تلة الكبينة؟

تكتيكات خاصة تتبعها الفصائل على هذه الجبهة

أكثر من 500 محاولة فشلت قوات النظام خلالها بالتقدم في تلة الكبينة الاستراتيجية شمالي اللاذقية، منذ بداية الحملة العسكرية عليها قبل 4 أشهر، رغم كثافة القصف المدعوم بالطيران الروسي وشراسة الهجمات، فما أسباب صمود الجبهة حتى الآن؟

أهمية الكبينة

تلة الكبينة الاستراتيجية تقع في جبل الأكراد شمالي اللاذقية، ذات تضاريس جبلية معقدة، تعد آخر معاقل فصائل المعارضة في الجبل، وهي ثاني أعلى تلة في ريف اللاذقية، بعد قمة النبي يونس.

وتطل الكبينة على كامل سهل الغاب وجبل شحشحبو بريف حماة، ومدينة جسر الشغور وريفها الغربي، وأجزاء واسعة من أوتوستراد “اللاذقية – حلب” حتى بلدة محمبل، ومناطق شاسعة من جبل الزاوية بريف إدلب، ويعني السيطرة عليها رصد جميع هذه المناطق، وهو ما يفسر استماتة النظام في السيطرة عليها، بحسب ما يوضح المحلل العسكري، مازن قنيفدي، لراديو الكل.

ويضيف قنيفدي: “عسكرياً تعد تلة الكبينة من أهم مناطق الفصائل المقاتلة حالياً، فهي كانت نقطة انطلاقهم إلى جبلي الأكرد والتركمان، وتمهد خسارتها الطريق للنظام لاستعادة مناطق واسعة في المنطقة”.

ويرجع المحلل العسكري، سبب فشل هجمات النظام وروسيا إلى “تكاتف الفصائل المقاتلة في الكبينة، ضمن غرفة عمليات واحدة، وتحصين المنطقة بطريقة جيدة عسكرياً، وتأمين خطوط الإمداد للجبهات عبر أنفاق طويلة، والتكتم الإعلامي حول مجريات المعارك هناك”.

500 قتيل وعشرات الآليات المدمرة، هي حصيلة خسارة النظام حتى الآن، فالتلة باتت كالثقب الأسود للقوات المهاجمة، رغم الدعم الروسي اللامحدود جواً، بحسب ما أفاد به الناشط الإعلامي من ريف اللاذقية، شادي العوينة، لراديو الكل.

تكتيكات القتال

قيادي من الفصائل المقاتلة على جبهة الكبينة (رفض الكشف عن اسمه) قال لراديو الكل: “نتبع في تلة الكبينة تكتيكات عسكرية خاصة في المناطق الجبلية، وجميع مقاتلينا هنا أقمنا لهم دورات خاصة، وأيضاً بسبب تجهيزات المقاتلين الدفاعية خلال فترة التوقف واستغلالها بالتحصينات لم يتمكن النظام حتى الآن إحداث أي خرق في هذه التلال”.

ويضيف القيادي: “رغم اعتماد النظام على سياسة الأرض المحروقة بأسلحة برية وجوية إلا أننا تمكنا من تكبيده الكثير من الخسائر بالأرواح والعتاد، ولا يزال المقاتلون ثابتين في مواقعهم يرصدون أي تحرك لقوات النظام”.

وبحسب القيادي، يشارك في معارك جبهة الكبينة قوات النظام من عناصر الفيلق الخامس في الخطوط الأولى وهم مقاتلون سابقون أجروا مصالحات مع النظام، وخلفهم قوات من الفرقة الرابعة، وقوات النخبة في الحرس الجمهوري، وميلشيا حزب الله اللبناني، إضافة إلى قوات خاصة روسية بدأت بالمشاركة أخيراً.

ومنذ انتهاء مفاوضات “أستانة 12” في 26 نيسان الماضي، تصعد قوات النظام والطائرات الروسية عسكرياً على مناطق بأرياف إدلب وحماة وحلب واللاذقية، ما خلّف مقتل وإصابة مئات المدنيين، ونزوح آلاف العائلات.

اللاذقية – راديو الكل
إعداد: نور الدين رمضان
قراءة: يمان أيوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى