على وقع التطورات في الشمال.. أردوغان في موسكو غداً

الإعلام الروسي يستبق الزيارة بالحديث عن تزايد الخلافات بين الجانبين

يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غداً الثلاثاء بزيارةٍ إلى موسكو فرضتها التطوراتُ المتسارعةُ في إدلب، وذلك لعقد لقاءِ قمةٍ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أُعلن قُبيلَ أيامٍ قليلة على موعدِه بُعيدَ اتصالٍ هاتفي جرى بين الجانبين يومَ الجمعة الماضي، أكد خلاله الرئيسُ أردوغان أن الهجومَ على إدلب يشكلُ تهديداً حقيقياً على الأمن القومي التركي، محذراً من “أزمةٍ إنسانية كبيرة” من جراء ذلك.

ولم تأتِ المصادرُ الرسميةُ التركيةُ أو الروسية على ذكر المواضيعِ التي ستناقشُها القمةُ إلا أنه من المتوقع أن تتركزَ على ملفات القضيةِ السورية؛ ومن أبرزها الإسراعُ بتنفيذ اتفاقِ سوتشي، والمحافظةُ على إدلب بوصفها مدينةً آمنةً لضمانِ عدمِ نزوحِ مئاتِ الآلافِ إلى الحدود التركية، والثالثةُ تتعلقُ بمدينة تل رفعت التي يرتبط الجانبان باتفاقٍ حولَها.

ويأتي لقاءُ القمةِ بين الرئيسين أردوغان وبوتين بعد فشل الاتصالاتِ التركية مع الجانب الروسي، في وقف التصعيدِ في إدلب وريفِ حماة بدعمٍ بريٍّ روسي.

وبينما تطالبُ تركيا بوقفِ الهجوم على إدلب، والالتزامِ بمقرراتِ اتفاقَي أستانة وسوتشي عبر الحفاظِ على وقف إطلاقِ النار، ومنعِ الخروقاتِ من الجانبين، والتفرغِ لتحقيق تقدمٍ على المستوى السياسي.. تُصِرُّ روسيا على دعم النظام للسيطرة على جميع المناطقِ المتبقية بيد المعارضة في شمالي سوريا، وذلك بتجديد المبرراتِ المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحمايةِ القاعدةِ الروسية في حميميم وغيرِها.

وتأتي زيارةُ الرئيس أردوغان في ظل تصعيدٍ روسيٍّ ومن النظام في إدلب هو الأعنفُ، فقد وصلت قواتُ النظام إلى محيطِ نقطةِ المراقبةِ التركية في مورك شمالي حماة، في حين قال موقعُ المونيتور: إن موسكو تضغط على أنقرة لإخلاء ثلاثِ نِقاطِ مراقبةٍ في مورك وصوران وتل طوقان ونقلِ هذه القواتِ بالإضافة إلى الفصائل الحليفةِ إلى مناطقِ درعِ الفرات.

وتؤكدُ تركيا تمسكَها ببقاءِ نِقاطِ المراقبة التي أقامتها في الشمال السوري، وهو ما يعزِّزُ الدورَ التركي في فرض الالتزامِ بتنفيذ اتفاقِ سوتشي وفي أي اتفاقيةٍ لتثبيت وقفِ إطلاقِ نارٍ شاملٍ مستقبلية، ما يجعلُها أكثرَ توازناً، وأكثرَ ضماناً أن تنفَّذ.

وتحدث مراقبون، أنَّ سيطرةَ قواتِ النظام والميلشياتِ الإيرانيةِ على مدينة خان شيخون وبلَداتٍ في شمالي حماة، وضعَ تركيا في موقفٍ صعب، وأظهرَ بوضوح أن روسيا ستواصلُ دعمَ النظام، وتؤكدُ أنها تعملُ على تطبيقِ اتفاقِ سوتشي المبرَمِ مع تركيا المتعلقِ بإقامةِ منطقةٍ عازلة، والسيطرةِ على الطرق الدولية، ومحاربةِ الإرهاب.

وبالتزامن مع التطورات في إدلب، أعلنت روسيا تسييرَ دوريةٍ مشتركةٍ مع الجانب التركي في محيط مدينة تل رفعت السورية الخاضعةِ لسيطرة الوحدات الكردية هي الدوريةُ الثانية منذ السادسِ والعشرين من آذار الماضي، في إطار اتفاقٍ سابقٍ بين الطرفين.

واستبَقَتْ وسائلُ إعلامٍ روسية لقاءَ القمةِ بتصعيدِ لهجتِها إزاءَ ما وصفته باتساع التباينِ والخلافاتِ بين روسيا وتركيا بخصوصِ إدلب، وبتأكيدِ دعمِ تقدمِ قواتِ النظام في مناطقِ جنوبي إدلب.

وذكرت صحيفة فوينويه أبوزرينيه القريبةُ من وزارةِ الدفاعِ الروسية، أن تحركاتِ تركيا تتعارضُ مع مواقفِ موسكو، وأنه على الرغم من أن روسيا لا تثقُ تماماً بتركيا، فإن مرحلةً حادةً من المواجهة للسيطرة على بقية إدلب الكبرى ستبدأُ في المستقبل المنظور، وهنا سيعتمدُ كلُّ شيء على استعداد موسكو للتحرك رغم العقودِ الضخمةِ الواعدة مع تركيا.

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى