الليرة السورية تواصل تراجعها أمام الدولار

تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار خلال الأيام القليلة الماضية ليصل أمس إلى حدود 630 ليرةً في العاصمة دمشق، في حين لا يزال سعر الصرف الرسمي للدولار وفق البنك المركزي عند 435 ليرة، وهو الرقم المعتمد لصرف الحوالات الواردة للأهالي من الخارج. 

وانعكس انخفاض قيمة الليرة أمام الدولار على أسعار الموادّ الاستهلاكية؛ إذ تشهد الأسواق السورية موجة غلاء غير مسبوقة لجميع المنتجات والسلع المحلية والمستوردة، في حين أن متوسط الرواتب والأجور لا يزال بحدود 40 ألف ليرة سورية شهرياً بمعدل دولارين يومياً للموظف الحكومي.

وعزا سمير طويل الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي انهيار الليرة السورية إلى عدة عوامل من بينها التضخم وتراجع التصدير:

وتسود مناطق النظام حالة من الخيبة إزاء الوعود الرسمية الكاذبة بأن السيطرة على المزيد من المناطق ودحر ما يسميه النظام بالإرهاب سينهي المعاناة المعيشية للأهالي، في حين ازداد الفقر في ظل هزيمة اقتصادية تزداد انعكاساتها على الشرائح الأكثر فقراً.

وقالت وزيرة الاقتصاد السابقة في حكومة النظام، لمياء عاصي: إنه بغضّ النظر عن أسباب ارتفاع أسعار الصرف سواء أكانت أسباباً سياسيةً أم اقتصادية، فإنّ النتيجة المؤكّدة هي انخفاض القدرة الشرائية للمواطن وسقوطه على قارعة الفقر المدقع.

وكان حاكم مصرف سوريا المركزي حازم قرفول عزا ارتفاع الدولار إلى ما وصفه بالحملة الممنهجة للنّيل من الاقتصاد السوري والعملة الوطنية، المترافقة مع قانون “سيزر” الذي فرضته الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن انخفاض الليرة في المدة الأخيرة سببه تواطؤ بعض المستفيدين.

وكان الباحث الدكتور فراس شعبو قال لراديو الكل في وقت سابق: إن انخفاض سعر الليرة السورية يرتبط بعدة أسباب من بينها العقوبات المفروضة على النظام، مشيراً إلى أنّ إقدام النظام على طباعة العملة أدى إلى التضخم، والاحتياطي الأجنبي هو في أدنى مستوياته اليوم في سوريا:

من جانبه، قال الباحث الاقتصادي خالد التركاوي: إن النظام لا يملك أرصدةً ولن يستطيع التدخل في السوق من أجل إنقاذ الليرة، متوقعاً أن يستمرّ تدهور الليرة السورية، وأن يتجاوز السبعمئة ليرة:

وقال سمير طويل: إن عدم تدخل البنك المركزي لضخ العملة الصعبة في السوق هو عدم امتلاكه القطع الأجنبي:

وتوقّع طويل، أن يستمرّ تراجع الليرة السورية خلال الفترة القادمة:

وقال وزير الاقتصاد الأسبق في النظام، نضال الشعار، قال: “إنه لا يمكن إنقاذ الليرة السورية من الانهيار المستمر، لكن من الممكن إنعاشها من خلال عدة حلول أولها على الإطلاق عودة من رحّل عن هذه البلد بجميع قدراته الإنتاجية والإنسانية وأدواته المتعددة التي اشتهر بها على مر السنين”.

وبيّن أن “هناك شرطاً وحيداً وربما معقداً ولكن من المفروض والواجب بحسب الدستور أن يحقّقه من يسهر على مصلحة البلد، والشرط هو العودة السليمة والآمنة والسلسة من دون خوف لمن رحل، لأنها إن حصلت فستصحّح الكثير”.

وشهدت الليرة السورية منذ 2011 تراجعات مستمرةً بشكل تدريجي، تخلّلتها فترات قليلة من التوقف، سرعان ما تراجعت بعدها لتبلغ ذروة انهيارها عام 2016 حين وصل سعر صرف الليرة مقابل الدولار إلى 645 ليرة.

وبحسب مصادر اقتصادية، فإنّ التراجع الأخير لسعر صرف الليرة الأكثر ثباتاً وامتداداً، لارتباطه بشكل واضح بارتفاع أسعار الكهرباء والمشتقات النفطية، إضافة إلى امتناع المصرف المركزي عن التدخل، بحجة حقّ المواطن في دولار الاستيراد، وعدم هدره في عمليات المضاربة، كما فعل حاكما المصرف السابقان.

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى