روسيا تصعد في ملف اللاجئين.. والغرب يقول إنه لا عودة إلا طوعية

لافروف يهاجم الدول الغربية.. وحسون يقول إنها تعيش بلا قيم أو تاريخ

انتقد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الدول الغربية بسبب ما وصفه بعدم مساعدتها على إيجاد الظروف الكافية لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، ولا سيما في مسألة إعادة الإعمار، التي يربطونها بإحراز تقدم في العملية السياسية بالتزامن مع دعوات من النظام لإعادة اللاجئين من أوروبا وخاصةً ألمانيا التي وصفها مفتي النظام حسون بأنها تعيش بلا قيم ولا تاريخ ولا رسالة.

وقال سيرغي لافروف في كلمة أمام طلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية: إن الغرب يرفض رفضاً قاطعاً الاستثمار في تهيئة الظروف لضمان حياة طبيعية في سوريا، بذريعة أنهم لا يستطيعون بدء هذا النوع من العمل حتى يكون هناك وضوح في العملية السياسية، مدّعياً عودة نحو مليون ونصف المليون من اللاجئين إلى سوريا منذ بدء الحرب.

وأضاف أن روسيا والصين وإلى حدّ ما الهند فقط من بين جميع الدول ممن يعملون على إيجاد الظروف الملائمة لعودة اللاجئين، واصفاً الحديث عن عدم  سعي النظام في هذا الإطار بأنه مسيّس ومتحيّز.

وكان لافروف أعلن في آب من العام الماضي وثيقةً سريةً موجّهةً من الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى الوكالات التابعة لها في سوريا، تربط فيها المساعدة في إعادة الإعمار بـ “حصول انتقال سياسيّ حقيقي وشامل للسلطة”.

وتسعى روسيا إلى دفع الدول الغربية عبر ملف اللاجئين للإسهام في إعادة إعمار من دون تعهدها بتنفيذ انتقال سياسي، وهو ما رفضته الأخيرة باعتباره الورقة السياسية الأخيرة في يدها لضمان مصالحها في سوريا.

وأكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني ومفوّض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم لا يمكن أن تكون إلا طوعا وعندما يصبح اللاجئون آمنين ويستندون إلى قرار مستنير.

ومن جانبه أطلق مفتي النظام أحمد حسون دعوة للاجئين السوريين في أوروبا وألمانيا خاصة للعودة إلى بلادهم معتبراً أن بلاد الغرب تعيش بلا قيم ولا تاريخ ولا رسالة ويعملون لاستثمار أبناء السوريين خدمة لمصالح بلادهم.

وأخلى النظام بشكل ممنهج المناطق التي كانت معقلاً للمظاهرات والثورة من سكانها إضافةً إلى إصداره المرسوم رقم 10 الذي يتيح له مصادرة أملاك السوريين الموجودين في الخارج بصفتهم نازحين أو لاجئين، إذا لم يعترضوا على القانون خلال عام واحد بشكل شخصي؛ أي: بحضورهم داخل البلاد.

ويتخوف عدد كبير من اللاجئين ولا سيما في دول الجوار من العودة إلى سوريا، في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة وفقدانهم منازلهم، إضافة إلى المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها؛ إذ كشف وزير الدولة اللبناني السابق لشؤون النازحين معين المرعبي في تشرين الثاني الماضي عن إقدام النظام على قتل عشرين شخصاً ممن عادوا من لبنان إلى سوريا.

وتقول تركيا: إن أحد أهداف المنطقة الآمنة التي تسعى إلى إقامتها في سوريا بالاتفاق مع الولايات المتحدة، هو أن تكون ملجأً للاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، بينما أعلنت الحكومة السويدية أواخر الشهر الماضي توقفها عن سياسة منح حقّ الإقامة لجميع اللاجئين القادمين من سوريا، في ظل تحسن الأوضاع الأمنية في قسم كبير من البلاد، في حين اقترح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر في وقت سابق، ترحيل طالبي اللجوء السوريين إذا تبيّن أنهم عادوا إلى بلادهم في زيارات خاصة منتظمة بعد فرارهم منها.

ومنذ العام 2011، اضطرّ قرابة ستة ملايين سوريّ إلى الجوء إلى دول الجوار وبلدان أوروبية، كان للبنان والأردن وتركيا الحصة الكبرى منهم، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.

 راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى