محللون: بدء تسيير الدوريات جاء بسبب الضغوط التركية

الدورية التركية الأمريكية البرية الأولى دخلت 25 كيلومتراً داخل الأراضي السورية

بدأت تركيا والولايات المتحدة تسيير دوريات مشتركة شرق الفرات، وذلك تنفيذاً لاتفاق إقامة المنطقة الآمنة بينهما، بعد توصلهما أخيراً إلى جدول زمني وبدء عمل مركز العمليات المشتركة بإطلاق أول طائرة من دون طيار لمراقبة المنطقة قبل عدة أيام.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان: إن الدورية التركية الأمريكية الأولى أكملت مهمتها وفق ما خطّط لها، في حين قال مراسل الأناضول: إنّ قادة الموكبين التركي والأمريكي الذين التقيا على الشريط الحدودي بحثوا في خطة تسيير الدورية، ومن ثمّ تحركت القافلة العسكرية المشتركة نحو مدينة تل أبيض، على بعد خمسة وعشرين كيلومتراً غرباً من نقطة الالتقاء، حيث أجرت عمليات مراقبة في المنطقة، ثم توجهت إلى الأجزاء الداخلية جنوباً.

وكان رتل عسكريّ تركي مكوّن من ستّ عربات مصفّحة، ترفع العلم التركي، عبر صباحاً الحدود مع سوريا على بعد ثلاثين كيلومتراً شرقيّ قضاء أقجة قلعة بولاية شانلي أورفة.

وقال المحلل السياسي نبيل شبيب: إن بدء عمل الدوريات وإزالة تحصينات للوحدات الكردية يأتي بسبب الضغوطات التركية المتواصلة على الموقف الأمريكي ولا سيما بعد تلويحها مراراً بعملية عسكرية لفرض المنطقة الآمنة:

وعشية بدء البلدين بتسيير الدوريات، تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس للمرة الثانية خلال يومين، بتطهير منطقة شرق الفرات شمالي سوريا قرب الحدود التركية من “التنظيمات الإرهابية” في غضون بضعة أسابيع.

ورأى شبيب، أن روسيا لا تستطيع مواجهة الولايات المتحدة وبالوقت نفسه تحاول استرضاء تركيا في مجالات محددة: 

وأعلنت روسيا أخيراً على لسان رئيسها فلاديمير بوتين تأييدها إقامة المنطقة الآمنة، بعد أن كانت تحدثت سابقاً عن أن اتفاق أضنة الموقّع بين النظام وتركيا في العام 1998، والذي يتيح للقوات التركية الدخول في الأراضي السورية مسافة خمسة كيلومترات لا تزال صالحةً للعمل بها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي طه عودة أوغلو: إن النظام لا يملك قرار الردّ على أي خطوة في سوريا، وإن القرار هو بيد روسيا:

ورأى عودة أوغلو، أن المواقف الأمريكية لم تتقدم في إطار إقامة المنطقة الأمنية، وأن تسيير الدوريات جاء لوضع حدّ لفكرة قيام تركيا بعملية عسكرية ليس أكثر، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحاول إرضاء كلّ من تركيا والوحدات الكردية في الوقت نفسه:

وتأخر تنفيذ الاتفاق على إقامة المنطقة الآمنة بسبب ما تقول أنقرة: إنه مماطلة من جانب الولايات المتحدة في ضوء تفسيرات مختلفة ترد من كل من واشنطن وأنقرة، إذ يهدف بحسب تركيا إلى وقف التهديدات التي تشكلها الوحدات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وإعادة لاجئين إلى تلك المنطقة، ويجب أن تكون بعمق اثنين وثلاثين كيلومتراً، في حين تقول واشنطن: إنها يجب أن تكون من خمسة إلى عشرين كيلومتراً.

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى