عودة الحديث عن تطبيع عربي وغربي مع النظام

عاد الحديث مجدداً في أوساط جامعة الدول العربية عن إعادة النظام إليها مع التطورات التي شهدتها الأوضاع في سوريا لجهة سيطرة النظام وميلشيات إيران على مزيد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، في حين برز تطور لافت من إحدى دول الاتحاد الأوروبي وهي المجر التي أبدت رغبتها في إعادة دبلوماسيّيها إلى دمشق من بوابة المساعدات الإنسانية وبهدف الاستحواذ على فرص في إعادة الإعمار.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن هناك مشاورات عربيةً للتوافق حول التوقيت المناسب لعودة النظام إلى الجامعة العربية من دون أن يحدّد أيّ موعد لذلك، بينما جدّد وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، دعوة بلاده لإعادة النظام إلى جامعة الدول العربية، مشيراً إلى وجود عما وصفها بتحفظات بسيطة على عودة النظام وتتعلق بالنازحين، وإعفاء المطلوبين للخدمة العسكرية، واللجنة الدستورية.

وتحدث شكري في وقت سابق عن أهمية تفاعل النظام مع مسار العملية السياسية فى جنيف ومسار جهود المبعوث الأممى لسوريا، وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وبحيث يتمّ الانخراط مع المساعي التي من شأنها استعادة سوريا لاستقرارها ووحدة أراضيها وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وبما يتيح بحث عودة سوريا إلى الحاضنة العربية.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها في تشرين الثاني عام 2011 بسبب عدم التزام النظام بـ “المبادرة العربية” لحل الازمة واعتماده الحلّ العسكري لمواجهة الاحتجاجات الشعبية السلمية.

وبدأ الحديث عن إعادة النظام إلى الجامعة العربية منذ زيارة الرئيس السوداني المخلوع عمر حسن البشير المفاجئة إلى دمشق في كانون الأول من العام الماضي، والتي تحدثت أنباء حينها بأنها تمت بمباركة عربية وخليجية خصوصاً بعد إعادة البحرين والإمارات فتح سفارتيهما في دمشق.

وبرّر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان قرار أبوظبي فتح سفارتها في دمشق بقوله: إنه ليس من الحكمة أن يغيب الدور العربي عن سوريا في ظل زيادة النفوذ التركي والإيراني فيها.

وتوقف التوجه نحو التطبيع العربي مع النظام مع جولة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشرق أوسطية في آذار الماضي في المنطقة.

ومن جانب آخر، ذكرت وزارة الخارجية المجرية، في بيان، نشرته “فرانس 24″، أنها ستوفد دبلوماسياً إلى سوريا اعتباراً من العام المقبل، من حين لآخر، بهدف “القيام بمتابعات بشأن الدعم الإنساني والقيام بمهامّ قنصلية”.

وقال مصدر مقرب من الحكومة المجرية: إن بودابست مستعدة للتفاوض مع بشار الأسد، من أجل “تحسين المساعدة التي تقدّم للمسيحيين”، وكذلك لتكون في “طليعة” دول الاتحاد الاوروبي التي ستعيد علاقاتها مع دمشق للحصول على “فرص اقتصادية”.

والمجر هي أول دولة في الاتحاد الاوربي تخطو هذه الخطوة، منذ بدء الاحتجاجات السلمية في سوريا قبل 8 سنوات، في حين لا تزال سفارات دول الاتحاد الأوروبي الأخرى والولايات المتحدة وكندا في دمشق مغلقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى