كيف تتخلص المرأة السورية من تأثيرات الحرب والعنف؟

أسهمت الحرب في انتشار العنف والذي طال مختلف أفراد المجتمع وكانت المرأة أكثر المتأثرين بذلك، والذي انعكس بدوره على الأسرة جميعاً، فظروف الحرب عززت الخلافات بين الأسر وتسبّبت في حصول حالات طلاق، ولذا باتت المرأة في حاجة ماسة إلى ظروف بيئية أفضل لتستطيع القيام بدورها في المجتمع.

وقال البروفيسور في علم الاجتماع والباحث الأكاديمي في مركز حرمون الدكتور طلال المصطفى: “إن أغلب سلوكيات الناس العامة هي سلوكيات مكتسبة ومن ضمنها السلوك العدواني، وهذا يأتي بالتقليد والتعلم من البيئة المحيطة بالشخص الذي يمارس العنف، ابتداءً من البيئة الأسرية ذات التربية المتسلطة، إضافةً إلى المؤسسات الاجتماعية المحيطة به كالمدرسة ووسائل الإعلام، والتي تحفّز الشخص ليمارس العنف من خلال الاحتكاك بالآخرين، فمثلاً في سوريا لم يكن هناك نسبة عنف مرتفعة، ولكن مع اندلاع الثورة وممارسة النظام العنف، فهذا أثر في أفراد المجتمع بمن فيهم الأطفال الذين تعلموا هذا السلوك من خلال المشاهد التي يتابعونها”.

وأضاف الدكتور طلال لراديو الكل، أن “العنف الذي انتشر في سوريا، انعكس على المرأة التي كانت المتضرر الأكبر، فقد أسهمت الظروف السيئة في نشوب خلافات بين الأزواج وصلت الى حد ضرب الزوج لزوجته، وتطور الأمر إلى الطلاق، إضافةً إلى تعرض المرأة لعنف معنوي في العمل. ولذا فإن تخليص المرأة من آثار تلك الحرب، يحتاج إلى توفير بيئة مناسبة خالية من العنف والاقتتال، ومن ثم إخضاعها لبرامج توعوية ونفسية”، مشيراً إلى أن “إصلاح البيئة يبدأ من الأسرة بحيث تكون خالية من أي مظاهر عنف ضد المرأة، ثم الانتقال إلى إصلاح المجتمع جميعاً”.

زر الذهاب إلى الأعلى