أنقرة تنهي استعداداتها لعملية عسكرية شرق الفرات.. وواشنطن تسعى للتهدئة

تتجه الأنظار إلى الشمال السوري وتحديداً شرق الفرات مع اقتراب نهاية شهر أيلول وهو الموعد الذي حدّده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتنفيذ خطط بلاده بشأن إقامة المنطقة الآمنة ما لم يتم البدء بها وفق الاتفاق مع الولايات المتحدة، فقد أفادت آخر الأنباء بإلغاء السلطات التركية إجازات الأطباء في المنطقة وإرسال المزيد منهم إلى الحدود التركية السورية استعداداً على ما يبدو لعملية عسكرية.

وأفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر أمنية تركية، أن “أطباء من مدن تركية كبرى أرسلوا إلى إقليمي شانلي أورفة وماردين استعداداً لعملية عسكرية محتملة، وأنه تم تعليق إجازات الأطباء استعداداً لعملية محتملة عبر الحدود”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي يوسف كاتب أوغلو: إن تركيا سئمت الانتظار من مماطلة الولايات المتحدة التي لا تزال غير واضحة بما تم التفاهم عليه بين الجانبين، وستكون هناك عملية عسكرية والاستعدادات لها مستمرة:

ورأى يوسف كاتب أوغلو، أن مسألة العملية العسكرية مرتبطة بنتائج لقاء القمة الذي سيعقد بين الرئيسين رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل 25 من الشهر الحالي:

وتحدث الرئيس رجب طيب أردوغان بوضوح عن عملية عسكرية محتملة إذا لم يتحقق تقدم في النصف الثاني من أيلول، وقال: إذا لم يتمّ البدء بتشكيل منطقة آمنة مع جنودنا في شرق الفرات قبل نهاية أيلول فلن يكون لدى بلاده خيار سوى تنفيذ خططها الخاصة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو: إن الاستعدادات التركية لتنفيذ عملية عسكرية هي للضغط على القرار السياسي الأمريكي باتجاه تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة التي لا يزال الأمريكيون يماطلون بها، مستبعدا الوصول إلى تفاهمات بين الجانبين في المدى المنظور:

وبالتزامن عقد العميد سكوت ناومان، مديرعمليات قوة المهامّ المشتركة ”عملية العزم الصّلب” في التحالف الدولي لمحاربة داعش والعميد كريستيان وورتمان، نائب مدير العمليات، القيادة الأمريكية الأوروبية.. مؤتمراً صحفياً هاتفياً الخميس أعلن قبل ساعات فقط، أكدا فيه العلاقات الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة في إطار حلف الناتو، وبرّرا استمرار إرسال الأسلحة والعتاد إلى الوحدات الكردية بأنها موجّهة إلى محاربة ما تبقى من تنظيم داعش، وأن واشنطن تعمل حالياً على معالجة موضوع التحصينات والأسلحة الثقيلة والمقاتلين التي هي موضع قلق لتركيا.

ورأى أحمد مظهر سعدو، أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تندرج في إطار طمأنة تركيا بضبط  الحالة الحدودية:

وتأخر تنفيذ الاتفاق على إقامة المنطقة الآمنة بسبب ما تقول أنقرة: إنه مماطلة من جانب الولايات المتحدة في ضوء تفسيرات مختلفة ترد من كلّ من واشنطن وأنقرة، إذ يهدف بحسب تركيا إلى وقف التهديدات التي تشكلها الوحدات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنّف على قائمة الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وإعادة لاجئين إلى تلك المنطقة، ويجب أن تكون بعمق 32 كيلومتراً، في حين تقول واشنطن: إنها يجب أن تكون من 5 إلى 20 كيلومتراً.

راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى